| |
في ملتقى السرد بالنادي: روعة النصوص تقابلها روعة النقد
|
|
* جدة - صالح الخزمري: حظيت النصوص السردية الأربعة التي قدمها القاصان محمد علي قدسي وعبدالله المالكي بورقة نقدية رائعة من الناقدة أمل القثامي. بداية الأمسية كانت مع نصين النص الأول (هجرة النمل إلى الجسد) للقاص محمد علي قدسي والنص الثاني (نافذة) للقاص عبدالله المالكي من مجموعته التي لا زالت تحت الطبع. مشرف ملتقى السرد بالنادي عبده خال أدار الأمسية وقدم نبذة عن القاصين حيث بدأت الجولة الثانية قدم من خلالها محمد علي قدسي (ظمأ الجذور) وهو النص الذي نشر في أول عدد تم الاحتفاء به من الراوي وقدم عبدالله المالكي نص (بلا ميعاد) وهو النص الذي نشر 1995م ومن أوائل ما كتب. الناقدة أمل القثامي والتي دخلت النقد بقوة باحثة عن الجمال عنونت قراءتها لنصي محمد علي قدسي بالانفعال الذهني في نصي محمد علي قدسي القيمة والمعيار موضحة أن النصين يستجيبان لمتطلبات الواقع الاجتماعي فظمأ الجذور نص انفعالي ذهني بدأه القاص بعنوان ترميزي لم يفصح عن معناه وفضاء النص متداخل. القاص كما ترى أمل حرص على استثمار اللغة في بعدها الترميزي فالظمأ رمز للعطش الداخلي، والاستفهامات في النص تلعب دورا في المعاني. وتضيف أن النص الأول يوضح عاقبة العقوق (هجرة النمل إلى الجسد). وتضيف أن النص ما زال في بنائه ويتركز على اللغة الإيحائية وقد اهتم القاص بالزمن النفسي والزمن الاسترجاعي ورجوع الذاكرة للماضي، موضحة أن التركيز على الزمن في النص جعل القاص يجرده من المكان. أما ورقتها المقدمة عن نصي المالكي فقد عنونتها بدبلوماسية الرفض والتأنيث في نصي المالكي (جيلوجية النص منهجا). ففي نص النافذة يكرس القاص معنى المكان يبدؤها بانسيابية يظنها القارئ سطحية، والنص مرتكز على لعبة الانعكاس. الأستاذة أمل توضح أننا إزاء نص يقلب المفاهيم المتعارف عليها والمالكي يترك بدبلوماسية فنية فراغات نصية والشخصية المجهولة في النص هي شخصية ذكورية رغم فقرها في حين الذي يوجد في العزلة أنثى. اختصرت المرأة في نافذة وقد عكس القارئ نظرة المكان فنحن أمام مجتمع معكوس في تعاملاته موضحة أن من الدلالات التي دسها القاص في نصه لعبة التمحور ومن التقنيات في النص الأسئلة المتناثرة. أما نص (بلا ميعاد) فهو نص مفتوح خلق نصا خياليا ضاع فيه المبنى والمعنى واللغة فالنص مشحونة بألفاظ القلق. فالعجوز رمز للجيل القديم واستخدامه للسيارة القديمة رمز بتمسكه بالقديم، أما الرجل الشاب الذي يستقل سيارة حديثة فهو رمز للجيل الجديد المقبل على الحياة الجديدة، والإشارة التي يقفان عندها هي رمز للزمن. وتوضح الناقدة أن انسيابية الحدث أحد تقنيات النص ويترك فجوة فراغية للقارئ، فمجتمعنا يحمل أوساطا تخاف من التجديد وتضيف أن من مكامن الجمال التي استخدمها المالكي تلك النهاية. بدأت بعد ذلك المداخلات حيث تميزت الأمسية بحضور عدد من الأكاديميين إضافة إلى رئيس النادي د. عبدالمحسن القحطاني وأمين سر النادي د. حسن النعمي حيث انطلق د. عاصم حمدان من عبارة أمل القثامي (حتى لا نتحول لثقافة واحدة) موضحا أنه في العقد الأخير في بلادنا وجدنا أن الفن القصصي والروائي أصبح يأخذ مسارات سريعة جدا، فالمجتمع لدينا يمر بتغيرات اجتماعية عديدة، وفن الرواية كان حاضرا بقوة رصد هذه التحولات رصد الكتابة الرمزية لكن بعض هذا الإنتاج يوجد خارج البلاد أكثر من الداخل وتساءل: لماذا نتخوف من إنتاج هذا الجيل لماذا نكبت هذا الجيل من متابعته. د. عوض الجميعي الأستاذ بجامعة أم القرى أوضح أن العمل القصصي القصير لا يقل قيمة عن أي عمل آخر بحيث يبقى رصيدا إنسانيا يجد القارئ معه متعة وكذلك الناقد مشيدا بورقة أمل النقدية وأخذ عليها أن في نص العجوز والشاب فهم منه أنه نافذة على ما هنالك من نزاع وفرق بين الثراء والفقر وليس كما ذكرت والجانب التأويلي الذي سمحت لنفسها به في العمل الثاني مجرد تساؤل. فيما تعتبر الأستاذة نورة القحطاني أن نصي هجرة النمل إلى الجسد والنافذة تقاطعا في دائرة الخوف حيث لمسنا الخوف في النصين في هجرة النمل من خلال المفردات (الكفن - القبر - الكآبة - الأفعى - العرج - الشيب..) وفي نص النافذة من خلال المفردات (الانطفاء - السواد - الظلام - النار - الليل - الألم - الوحدة - التعاسة - الخوف من النور..). ونص بلا ميعاد عند المالكي لمسنا صراع القديم والجديد كما ذكرت أمل القثامي وما ذكره د. الجميعي الثراء والفقر. المالكي ذكر اللون الأحمر وهي العقبات التي تعترض جيل اليوم وهذا النص يقابل ما ذكره في النافذة، كامل صالح اعتبر أن الناقدة حملت النص أكثر مما يحتمل.
|
|
|
| |
|