قد يوجه لأحدنا هذا السؤال: هل أنت متواضع؟ فتكون الإجابة عنه فيها من الصعوبة ما فيها، لأن الإجابة ب: (نعم) يكون فيها من الإطراء للنفس والمديح ما يحتاج إلى إقامة شهادة عليه.
أما الإجابة ب (لا) ففيها غضاضة وكشف سلبيات لا يرضى صاحبها بإطلاع الناس عليها.
وقد يجهل أحدنا مدى درجة تواضعه مع الناس، ويريد أن يعرف نفسه أهو متواضع أم لا، وهذا لا يكلفنا أكثر من الإطلاع على بعض أقوال أهل الفكر في صفة المتواضع ثم نعرض أنفسنا عليها ونقيس تعاملنا وما نحن عليه من تواضع على نصوصها، فمما قاله بعض الحكماء وأهل الفكر في وصف التواضع وصفة المتواضع قولهم: (المتواضع إن أُعطي شكر وإن مُنع صبر). وقولهم: (تاج المرء التواضع)، وقولهم: (لا يتكبر إلا كل وضيع، ولا يتواضع إلا كل رفيع)، وقولهم: (ألن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك، وأبسط لهم روحك يطيعوك)، وقولهم: (لا تستطيع أن تصعد الجبل إلا إذا انحنيت).
وإلى ما يقرب من هذا المثل الذي كنى الانحناء حين صعود الجبال بالتواضع، أختم هذه الطائفة من أقوال الحكماء بقول أحد الشعراء الذي شبه السنابل التي تنحني بسبب امتلائها بالحب بالتواضع: