يُحكى أن عجوزاً قد احدودب ظهرها وتهدل حاجبها و طال عمرها تعيش في أحد المقابر الموحشة التي أضحت قبورها أسرة لأحفادها وأولادها.. كانت دائمة الابتسامة والفرح كان يتطاير بين غبار القبور أمامها!.
مر عليها ذات يوم عابرُ سبيلٍ تعطلت سيارته ولم يصدق وجود عجوز في هذه المقبرة... طلب منها الماء ليسد رمقه, ويبل عروقه.. فسألها كيف تعيشين في هذا المكان الموحش البعيد عن الناس!؟
ردت: أن هذه المكان أجمل المناطق على وجه الأرض بالنسبة لي.. لأننى أسكن بين أحفادى وأولادى.. وأشعر بالإنس بين ذكرياتي معهم.. اذهب وشأنك لأنك لن تشعر بما أشعربه من إنس ومتعة في هذا المكان.
تأمل! لماذا لا نستغل هذه التقنية في حياتنا العملية..؟ قد نتعرض في أي مكان للشعور بالتوتر والسلبية.. فلو استرجعنا المواقف الماضية السعيدة في حياتها وكنا فيها في قمة السعادة وعملنا لها رابط بسيط.. لاستعادته كلما احتجنا إليه بأن نلمس أية منطقة في وجهنا أو أيدينا.. فإذا لمسناه مرة أخرى سنشعر بنفس الإحساس السعيد وهكذا.. فلماذا لا نستحضر البهجة إلى حياتنا بالنظر للأمور من الزاوية المنفرجة!