أظهرت نتائج دراسة صغيرة أن السجناء نادراً ما يسعون لطلب مساعدة لعلاج مشكلة مشخصة أو ملحوظة تتعلق بالصحة العقلية عقب الإفراج عنهم من السجن.

وأشارت إلى أن عدم الثقة في نظام الرعاية الصحية كان السبب الرئيسي في عدم السعي للمساعدة.

وذكر تقرير نشرته الدورية الطبية البريطانية أن تقارير سابقة كشفت عن وجود معدلات مرتفعة للمرض العقلي والانتحار بين المدانين السابقين. وعلاوة على ذلك فمن المعروف أن السجناء السابقين لا يستفيدون كما ينبغي من الخدمات الخاصة بالصحة العقلية.

ولالقاء الضوء على الأسباب التي تؤثر على سلوك السجين السابق بشأن طلب المساعدة أجرى الدكتور جون كومبيل من كلية طب بيننسولا في مدينة اكسيتر بالمملكة المتحدة وزملاؤه مقابلات وجهاً لوجه مع 35 من المذنبين الذكور أعمارهم بين 18 و52 عاماً بينهم 19 أجريت معهم مقابلات ثانية بعد خروجهم من السجن. واتضح أن ربع عينة الدراسة تقريباً عرضة لاحتمال إيذاء أنفسهم. وأشار التقرير إلى أن العديد من السجناء أفادوا أن لديهم تشخيصاً رسمياً بإصابتهم بمرض نفسي وأن كثيرين آخرين يظنون أنهم مصابون بمشكلة ما تتعلق بالصحة النفسية.

وقال 21 رجلاً من عينة الدراسة انهم لم يفكروا في طلب مساعدة من طبيب ممارس عام لمشكلات الصحة العقلية. ولم يذكر أي من الرجال التسعة عشر الذين قوبلوا بعد إطلاق سراحهم أنه اتصل باخصائي رعاية صحية لعلاج مشكلات الصحة العقلية بعد خروجه من السجن. وبالإضافة إلى الافتقار إلى الثقة في نظام الرعاية الصحية فإن التنشئة المشوشة والخوف من تشخيص أنه مصاب بمرض عقلي كانت أسباباً متوقعة لعدم السعي لمساعدة بشأن مشكلة تتعلق بالصحة العقلية.

وخلص الباحثون إلى أن (الارتياب حاجز ضخم أمام وصول المذنبين للرعاية الخاصة بالصحة العقلية). وقالوا انه (بالتأكيد على ذكر سوابق إيجابية لاسيما بين مجموعات المتشككين مثل السجناء السابقين فإن الأطباء الممارسين وأطباء السجن قد يستطيعون تشجيع السعي للمساعدة في المستقبل).