|
عن وطني
|
كبيرٌ أنت يا وطني..
تهزأ بِمَنْ يكيد لك غلاً وكراهيةً..
وتسخرُ ممن يُضْمِرُ لَكَ شراً..
بل تتوعده بما يستحق.
***
وما من يوم هزمك سوء التقدير..
أو خانتك الفراسة في تقدير الأمور..
فأنت عظيمٌ وكبير..
وأنت المنتصرُ أبداً.
***
وها أنت تظهر قوتك من جديد..
وتصل إلى هؤلاء في أقبيتهم..
تؤدبهم..
وتعلمهم أن لا رحمة لمن يسيء لكرامة الوطن.
***
ومع كل هذه الدروس البليغة التي يسديها الوطن لهم دونما فائدة..
وحيث توجد اليد الطويلة التي تمتد في تواصل لافت لاجتثاث هؤلاء من معاقلهم..
بما عرف عنها من شجاعة وجسارة وقدرة على حماية الوطن..
نقول لهؤلاء ولنا بأنَّ للوطن دَيْنَاً علينا، يحميه أبناؤه المخلصون بمهجهم وأرواحهم وأموالهم.
***
فيا أيها الوطن الحبيب..
أنت في قلوب أبنائك..
وأنت حبهم الأول والأخير..
ولا خير فيهم إن قصروا أو تقاعسوا عن حمايتك
والدفاع عنك.
***
وأمنُك..
وسلامتُك..
وعزُّك..
هي همُّ الجميع وشغلهم الشاغل..
فهذا عهدٌ ووعدٌ..
ومرة أخرى لا خير فيمن ينكث العهد ولا يفي بالوعد.
***
المملكة إذاً ستبقى عصيةً على أعدائها..
تتباهى بمكانتها الروحية..
وتاريخها المجيد..
وسلامتها في الداخل وعلى الحدود إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
هل يعكس الإعلام صورة حقيقية للمرأة العربية
|
* إعداد د. نهاد ربيع البحيرى:
من الملاحظ منذ سنوات طويلة أن الإعلام يركز على المرأة بشكل لا يعكس حقيقتها وواقعها الذى تعيشه فعلا, بل أحيانا لا يتناسب هذا العرض الإعلامى سواء في التلفزيون أو في السينما مع التطور الذى وصلت إليه المرأة في هذه الأيام, وكذلك لا يتكيف مع كل مرحلة عمرية للمرأة. فمثلا نجد أن الدراما التلفزيونية وأفلام السينما تركز على المرأة في المرحلة العمرية من 20 إلى 40 عاما أو ما قبل الأربعين وهى المرحلة السنية للمرأة التي تصل فيها أو تكون خلالها في مرحلة النضج الجسمي والعاطفي. فنجد أن بطلة أى فيلم يكون عمرها في هذه الحدود حيث يكون مجالا خصبا لموضوعات الدراما المختلفة وقصص الحب والزواج و غيرها. ولا نجد بطلة فيلم أبدا في سن الخمسين أو في سن المراهقة إلا إذا كان التركيز على الشيخوخة والمراهقة للبطلة كجزء ثانوي من أحداث القصة والجزء الرئيسي يدور عنها وهى في سن النضج و الشباب.
والسبب في هذا هو أن الهدف هو التركيز على موضوعات معينة تخص المرأة حيث يتعلق أغلبها بالحب والزواج وما يرتبط به من قصص غرامية وعلاقات شرعية وغير شرعية تكون مجالا خصبا لسيناريوهات الأفلام التي غالبا لا تخرج عن هذا الإطار. وان كان هناك قصص أخرى مثل الأم المكافحة أو الأطفال المتميزين أو غيرها فتكون قصصا ثانوية في هذه الأفلام و ليست قصة رئيسية لفيلم معين إلا فيما ندر.
ولا شك في أن أفلام الستينات والسبعينات اختلفت موضوعاتها عن أفلام هذا الوقت الذي نعيشه، ولكن معظمها بلا شك يدور حول موضوعات الحب والزواج والرغبة في الإنجاب أيضا كأن المرأة لم تخلق لأى أغراض أخرى. وهنا يمكننا القول بأن القائمين على الأفلام يراعون رغبة الجمهور في هذا وأن هذه الموضوعات التي تجذب معظم الفئات, أي يشاهدها قطاع عريض جدا من الجمهور بخلاف الأفلام الأخرى التي تتناول موضوعات أخرى سياسية أو علمية أو غيرها لها جمهورها أيضا ولكن ليس بقدر جمهور الفئة الأولى من الأفلام.
ولكن هذه الصورة التي تعرض بها المرأة بسبب أنها صورة محببة أو جذابة للجميع تعتبر صورة محدودة جدا , ومن الأفضل أن يحاول القائمون على الأفلام من منتجين و مخرجين التعاون لمحاولة الخروج عن هذا الإطار المحدود لما هو أفضل منه رغم جاذبيته لكل الفئات, وذلك بإضافة موضوعات ترسم صورة مختلفة للمرأة وتخرجها عن هذا الإطار, فمثلا يمكن إضافة موضوع يرسم صورة جديدة للفتاة الجامعية المتفوقة ذات الشخصية الإيجابية في مكان دراستها وفي بيتها وبين أهلها حيث تلعب دورا ينم عن الشخصية المستقلة ذات الوعى العميق بأمور الحياة و البعيد كل البعد عن السذاجة والوقوع في الخطأ ولو بدون قصد, فهذه صورة نتشرف بأن تقتدى بها بناتنا مثلا في سن الشباب.
وكذلك من الصور التي تفيد في هذا المجال هى صورة المرأة المستقلة ماديا التي تتصرف ماديا باستقلال عن الرجل, مما أكسبها هذا الاستقلال المادي التمتع بسلطة اتخاذ القرار وتسيير الأمور كما يجب، أو مشاركة الرجل في اتخاذ القرار السليم بدلا من أن تكون سلبية مغلوبة على أمرها. وغيرها من الصور الكثيرة التي يمكن الوصول اليها والتعرف على أبعادها من خلال الواقع و ليس الخيال. ولكن للأسف يلاحظ أن مثل هذه الصور المشرفة للمرأة, لم يكن هناك نية للدراما أن تظهرها بشكل يدل على إيجابيتها والحث على الاقتداء بها، فنجد مثلا في الأفلام القديمة أن تلك الطالبة المتفوقة المجتهدة جدا تظهر في صورة تنفر من الاقتداء بها من حيث المظهر على أبسط الفروض فنجدها قد صورت في هيئة فتاه ملابسها لا تساير الذوق الجارى و ترتدى ألوانا كئيبة و لا تتفنن في عمل تسريحات الشعر كغيرها، و لا تبتسم ولا تنخرط مع الزميلات، وليس لها هم إلا الكتاب وأنها دائما ما تكون موضع سخرية رفيقاتها، وما يكمل هذه الصورة السلبية أنها ليست مجالا لجذب الشباب بخلاف صديقاتها أو أخواتها حيث يتميزن بالجمال و التفنن في جمال الملابس و تصفيف الشعر و الصوت الناعم و غيرها من المميزات مما يجعلهن شخصيات محببة للجمهور و لفارس الأحلام بخلاف الأخرى التي ينفر منها الجميع.
وعلى الجانب الأخر فرغم أن المرأة المستقلة ماديا هي شخصية مطلوبة في هذه الأيام، نجد أن الدراما تصورها على أنها شخصية مستهجنة اجتماعيا لتسلطها وبذلك فهذا يخفي جانبها الايجابى المطلوب إلقاء الضوء عليه.. والشخصية التي تبدو بهذا الشكل لا تكون قدوة لأحد بالطبع. فالرجل لا يحب أن يصير ضعيفا أمام زوجته أما المرأة فلا تتمنى لنفسها هذه الصورة و خاصة إذا كانت نهاية الفيلم مأساوية.
ومن التناقضات التي ينبغى الانتباه لها هو عرض المرأة السلبية المغلوبة على أمرها والتي لا تملك اتخاذ القرار، و هى صورة تعرض للجمهور على أنها مظهر سلبى للمرأة يستوجب الشفقة من الجميع, ولا يمكن لأي امرأة أن تحب الاقتداء بها بل يكره الرجل أن تكون زوجته في هذه الصورة لما تتعرض له من الظلم و القهر وسوء المعاملة من ناحية الرجل.
فما هى الصورة المثالية للمرأة إذن؟ ومن هو المسئول عن رسم الصورة المثالية لها إذا كانت كل من المستقلة و الضعيفة شخصيتين غير محببتين و لا يفضل الاقتداء بأيهما؟
وهنا يجب على المسئول عن التخطيط الاعلامي أن يدرس موقف المرأة في كل هذه المراحل الاجتماعية و العمرية و يصور منها ما يتلاءم مع العصر الذى نعيشه ولا يخلط الأمور حيث يجب أن تخدم الدراما المجتمع بالإضافة إلى كونها وسيلة للترفيه, و بهذا تفيد مختلف الفئات وترقى بهذا من المجتمع ككل, لا أن تكون منفصلة عنه، فانفصال الدراما عن الواقع وتصويرها لعالم الخيال و شخصيات ومثل غير واقعية تجعل الجمهور، وخاصة الشباب، ينفصلون عن الواقع و يعيشون في الخيال الذى يعيدهم للوراء , فمن الخيال مثلا أن كل البيوت في كل الأفلام تكون ذات طابقين ومليئة بالأثاث الفاخر , وأن كل فرد من أفراد الأسرة له سيارة خاصة, وأن هناك في كل بيت يوجد الطباخ والسفرجي و الجنايني وطاقم الشغالين, وغيرها من الصور الغير واقعية.
وهنا يفضل رسم صور واقعية لبعض النماذج الحية من مجتمعنا كالفلاحة المكافحة، وما وصلت إليه هى وأسرتها نتيجة كفاحها, والموظفة وما أدى لتفوقها في مجال عملها وتنافسها مع زميلاتها, وكذلك يجب رسم صورة واقعية للطبيبة المثالية التي تخدم مجتمعها وجهدها في الاهتمام بأسرتها إضافة إلى عملها, وكذلك صورة المهندسة المثالية والصحفية والتلميذة المتفوقة وعلاقاتها بصديقاتها، حيث العلاقات الصحية والمثمرة وليست العلاقات التي تؤدي إلى الدمار كما تصور الأفلام الشابات وتصرفاتهن المخجلة في سن المراهقة. ومن الواجب هنا عرض تلك الصور بصورة ايجابية يقتدي بها الجميع. وهنا يتحقق الترفيه مع الفائدة للجميع.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|