|
عن وطني
|
كبيرٌ أنت يا وطني..
تهزأ بِمَنْ يكيد لك غلاً وكراهيةً..
وتسخرُ ممن يُضْمِرُ لَكَ شراً..
بل تتوعده بما يستحق.
***
وما من يوم هزمك سوء التقدير..
أو خانتك الفراسة في تقدير الأمور..
فأنت عظيمٌ وكبير..
وأنت المنتصرُ أبداً.
***
وها أنت تظهر قوتك من جديد..
وتصل إلى هؤلاء في أقبيتهم..
تؤدبهم..
وتعلمهم أن لا رحمة لمن يسيء لكرامة الوطن.
***
ومع كل هذه الدروس البليغة التي يسديها الوطن لهم دونما فائدة..
وحيث توجد اليد الطويلة التي تمتد في تواصل لافت لاجتثاث هؤلاء من معاقلهم..
بما عرف عنها من شجاعة وجسارة وقدرة على حماية الوطن..
نقول لهؤلاء ولنا بأنَّ للوطن دَيْنَاً علينا، يحميه أبناؤه المخلصون بمهجهم وأرواحهم وأموالهم.
***
فيا أيها الوطن الحبيب..
أنت في قلوب أبنائك..
وأنت حبهم الأول والأخير..
ولا خير فيهم إن قصروا أو تقاعسوا عن حمايتك
والدفاع عنك.
***
وأمنُك..
وسلامتُك..
وعزُّك..
هي همُّ الجميع وشغلهم الشاغل..
فهذا عهدٌ ووعدٌ..
ومرة أخرى لا خير فيمن ينكث العهد ولا يفي بالوعد.
***
المملكة إذاً ستبقى عصيةً على أعدائها..
تتباهى بمكانتها الروحية..
وتاريخها المجيد..
وسلامتها في الداخل وعلى الحدود إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
رسالة مفتوحة رئيس زيمبابوي.. روبرت موغابي ميرغني معتصم
|
سيادة الرئيس...
هيمنت الجبهة الوطنية بزعامتكم على أغلبية ثلثي مقاعد البرلمان في الانتخابات النيابية التي (وضعت أوزارها) مؤخراً، ما أتاح لكم الحصول على 71 مقعداً من أصل 120، فيما لم ترضَ المعارضة باليسير الذي تبقى، إذ أعلنت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي رفضها إلى جانب حكومات غربية هذه الانتخابات بوصفها (طبخة) تزكم الأنوف رائحتها.
ترى هل أتى هذا الفوز على خلفية حديثكم لتلفاز جنوب أفريقيا، حول أكيد رغبتكم الاستمرار في حكم زيمبابوي حتى تبلغوا سن المائة من عمركم المديد، وما عدا ذلك ضرب من الخيانة لكم ولتاريخكم النضالي الطويل؟..
فخامة الرئيس...
تقول الكاتبة البريطانية دوريس ليسينج: إن ما من زعيم عمل على الإفادة على نحو ناجع من سيل الإرادات الطيبة في بلادكم، فإن صوّت الزيمبابويون لكم أم ضدكم،.. لم يقلبوا ظهر المجن، وأبدوا الاستعداد،.. كل الاستعداد لنبذ الخلافات، واستشرفوا المستقبل توسماً أن تصلوا بهم إلى مساحات من الأحلام والاحترام وغايات الوعود، إذ آمنوا لأعوام كثيرة بروايتكم عن كيفية تصويب التاريخ.
.. وتعلمون فخامتكم أن التاريخ ليس بمستودع أقوال بقدر ما هو حقائق أفعال...
سيادة الرئيس...
يصرّح منتقدوكم، أنه وفي أحيانٍ كثيرة تنطبق الأقوال المأثورة على أوضاع بلادكم الحالية،.. مثل أن مصالح الرعية تماثل حركة البحر مدّاً وجزراً،.. ولو أنكم استوعبتم كيفية التماهي مع حركة المد بعد الاستقلال لتحولت زيمبابوي إلى نموذج أفريقي يُقتفَى،.. بيد أنكم تركتم الجزر على الغارب،.. وأفضى إلى المأساة،.. والذين عاصروا زمان حكمكم، لم يشهدوا غير فرص ضائعة،.. ذاك أن هناك حركات مدّ لن تتكرر أبداً...
فخامة الرئيس...
اعتليتم سدة الحكم،.. ونطقتم صواباً بحسبكم أن على السود والبيض أن يندمجوا في إطار الوطن الواحد، وعملتم على إقرار قانون مناهض للفساد يحظر كبار موظفي الدولة حيازة ممتلكات تفوق مداخيلهم،.. وسرعان تبدل الحال، وصودرت مزارع البيض لصالح السود، ولم يفلحوها. وأصحاب المقامات تجاهلوا قانون الفساد، فاشتروا وكدسوا وباعوا واكتنزوا الفنادق والشركات والمباهج،.. بل أطلقتم يد (الكتيبة الخامسة) الرهيبة، قوامها عسكر كوريون شماليون يداعبون مواطن الوجع في أجساد أبناء شعبكم، وبشهادة محازبيكم، حين مارست القتل والتنكيل في معركة (ماتابيليلاند). وكان عذركم دام فضلكم أنكم عشتم قسوة السجون أيام حكم إيان سميث، الذي لم يسمح لكم حتى بحضور مراسم جنازة ابنكم،.. فلماذا الآن ترأفون؟...
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|