|
عن وطني
|
كبيرٌ أنت يا وطني..
تهزأ بِمَنْ يكيد لك غلاً وكراهيةً..
وتسخرُ ممن يُضْمِرُ لَكَ شراً..
بل تتوعده بما يستحق.
***
وما من يوم هزمك سوء التقدير..
أو خانتك الفراسة في تقدير الأمور..
فأنت عظيمٌ وكبير..
وأنت المنتصرُ أبداً.
***
وها أنت تظهر قوتك من جديد..
وتصل إلى هؤلاء في أقبيتهم..
تؤدبهم..
وتعلمهم أن لا رحمة لمن يسيء لكرامة الوطن.
***
ومع كل هذه الدروس البليغة التي يسديها الوطن لهم دونما فائدة..
وحيث توجد اليد الطويلة التي تمتد في تواصل لافت لاجتثاث هؤلاء من معاقلهم..
بما عرف عنها من شجاعة وجسارة وقدرة على حماية الوطن..
نقول لهؤلاء ولنا بأنَّ للوطن دَيْنَاً علينا، يحميه أبناؤه المخلصون بمهجهم وأرواحهم وأموالهم.
***
فيا أيها الوطن الحبيب..
أنت في قلوب أبنائك..
وأنت حبهم الأول والأخير..
ولا خير فيهم إن قصروا أو تقاعسوا عن حمايتك
والدفاع عنك.
***
وأمنُك..
وسلامتُك..
وعزُّك..
هي همُّ الجميع وشغلهم الشاغل..
فهذا عهدٌ ووعدٌ..
ومرة أخرى لا خير فيمن ينكث العهد ولا يفي بالوعد.
***
المملكة إذاً ستبقى عصيةً على أعدائها..
تتباهى بمكانتها الروحية..
وتاريخها المجيد..
وسلامتها في الداخل وعلى الحدود إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
بعضها (فادح) وبعضها (فاضح) الأخطاء المطبعية تتسبب في حدوث أزمات!
|
* القاهرة تحقيق ولاء حمادة:
إذا كان (الخطأ) مرفوعاً والزعل ممنوعاً، فإن بعض كبريات الصحف العربية بل والأجنبية وقعت في أخطاء مطبعية فادحة وفاضحة، ليس من السهل رفعها، بل إنها أغضبت زعماء وساسة كبارا.. ويكفي أن صحيفة بوزن (أخبار اليوم) وفي عز مجدها وصفت الرئيس جمال عبدالناصر ب (السفاح).. أما الرئيس السادات فاعتبرته صحيفة أخرى قبل وفاته (العاشق الولهان)!.
السفاح عبد الناصر
ونعود إلى مانشيت (أخبار اليوم) التي صدرت ذات يوم من عام 1965 وفي صدر صفحتها الأولى هذا العنوان الخطير والذي تسبب في فصل الصحفي الكبير أنيس منصور لعدة أيام، وكان العنوان يقول (مصرع السفاح عبدالناصر في الهند)، والحكاية أن الشرطة المصرية كانت قد داهمت السفاح الشهير محمود سليمان بطل رواية (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ وتبادلت معه إطلاق الأعيرة النارية فلقي حتفه، وفي نفس اليوم كان الرئيس جمال عبدالناصر يستعد للسفر إلى الهند، وكان المتبع في إخراج عناوين (أخبار اليوم) حينئذ طريقة الهرم المقلوب أي ترتيب العناوين حسب أهميتها من أعلى لأسفل بشرط وضع فاصل بين كل عنوان وآخر فكتبت العناوين:
(مصرع السفاح) واسفلها بلا فاصل (عبدالناصر في الهند).. وهكذا قرأ الجميع المانشيت (مصرع السفاح عبدالناصر في الهند)، وحدثت أزمة كبرى وكادت صحيفة الأخبار تتعرض للغلق.. ولولا الماكيت الأصلي الذي أثبت عدم الخطأ لوقعت كارثة.
السادات الولهان
ووقعت صحيفة (الأخبار) مرة ثانية في خطأ آخر خطير، ولكن هذه المرة في عهد الرئيس السادات، فقد جمع سطر من صفحة الأدب على خبر آخر في الصفحة الأولى عن رئيس الجمهورية، فجاء الخبر بالنص (لقد أصدر الرئيس السادات العاشق الولهان قرارا ب..) فقامت الدنيا ولم تقعد وقامت السلطات بمصادرة جميع النسخ وحرقها، وكادت تحدث أزمة كبيرة لولا تدخل الرئيس السادات وتفهمه الأمر لكونه عمل في الصحافة أعواما طويلة ويدرك مثل هذه الأخطاء.
الشركة تلعن عملاءها
ومن أمثلة هذه الأخطاء كتبت جريدة الأهرام عنواناً لأحد مقالاتها يقول (الأهرام تثني على عمة الشيخ الخضري الكبيرة) بدلاً من (تثني الأهرام على همة الشيخ الكبيرة)، والمصيبة أن عمة الشيخ كانت كبيرة فعلاً.
وفي خبر آخر تمنت إحدى الصحف لعملائها (الشقاء) العاجل بدلاً من الشفاء العاجل، بالإضافة إلى نشر إعلان يقول (يسر الشركة أن تلعن عملاءها الكرام..).
وأكبر متهم في الأخطاء الصحفية هو المسؤول عن الجمع وصف الأحرف التي يتسبب الخطأ فيها في (الخطأ المطبعي).. والأخطاء المطبعية أنواع، منها ما يمكن للقارئ تفاديها وإدراك المعنى الأصلي من خلال السياق، والبعض الآخر يغيّر المعنى تماماً بل ويشكل حرجاً سياسياً ومهنياً للصحيفة وربما للدولة التي تصدر فيها الصحيفة أيضاً كما ذكرنا من قبل.
وكان للصحفي الأكثر شهرة مصطفى أمين قدرة كبيرة على التقاط الخطأ المطبعي من بين مئات السطور، وفي إحدى المرات أشار لأحمد رجب إلى خطأ قاتل في بروفة مجلة (الجيل) نتج من تداخل خبرين، فظهر كالتالي: (ورئيس الوزراء يفضل رياضة المشي، ويكره تقشير البطاطس)!.. فذهب رجب لتصويب الخطأ، ففوجئ بمصطفى أمين يشير إلى خطأ آخر في البروفة يقول: (وأكد داج همر شولد سكرتير عام الأمم المتحدة أن المحادثات بين الجانبين كانت ودية، وأعلن أنه يكره تقشير البطاطس)!.. فاتصل رجب بالمصحح على الفور قائلاً: (كيف يوجد خطأ في البروفة يعلن فيه همر شولد أنه يكره تقشير البطاطس؟) فوعد المصحح بتصحيح الخطأ، وأتى له بالبروفة بعد التعديل وبها أن همر شولد (لا يكره) تقشير البطاطس!.
ومن البطاطس للبيض يا قلبي لا تحزن.. فقد نشرت صحيفة عربية حديثاً مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات على صفحتين جاء في عنوانه خطأ مطبعي كلف رئيس التحرير غالياً، ظهر العنوان كالتالي: (الرئيس (المدمن) يتفاءل بالبيض المحلى)، وأصله الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلى.
تجريد ثياب القضاة
وثار قضاة مصر ثورة عارمة على جريدة (الأهرام) وتقدموا بشكوى لنقابة الصحفيين بسبب رأي نشرته الأهرام في الصفحة الأولى تطالب فيه بتجريد ثياب القضاة بدلا من تجديد شباب القضاة. وقد يكون الخطأ المطبعي في حرف واحد إلا أنه يغيّر المعنى، فبعد أن فك طلاب جامعة الإسكندرية إضراباً نظموه كتبت الأخبار: (كلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم)، وتسبب حرف الكاف في إغضاب الطلاب وهو ما أغضب الحكومة من الجريدة. وتحدثت صحيفة عربية عن تعداد أحد الجيوش العربية بأنه يبلغ 40 ألف جني (بدون الدال) فتحول إلى جيش (شمهورش).
ومن الصحافة العربية ننتقل إلى أخطاء الصحافة الأجنبية حيث لجأت مجلة أجنبية تدعى (بيفر) إلى حيلة ذكية لتبرير ما فيها من أخطاء مطبعية فكتبت: (قد يلاحظ القارئ بعض الأخطاء المطبعية، فليعلم أنها أخطاء متعمدة حتى نرضي جميع الأطراف، فهناك قراء مغرمون باكتشاف الأخطاء المطبعية، وتحقيقاً لرغبة هؤلاء القراء تحديداً نشرنا هذه الأخطاء.
أول قاعدة في عالم الأخطاء الصحفية أن الصحفي هو المسؤول عن هذه الأخطاء ما لم يكن الخطأ مطبعياً، وخطأ الصحفي قد يكون سببه ركاكة الأسلوب وسوء اختياره للكلمات والتعبيرات المناسبة.
كتب أحدهم في عنوان التحقيق (إلى من نوجه صوابع الاتهام؟) بدلاً من (أصابع الاتهام) لولا أن مدير التحرير غيّر العنوان في اللحظة الأخيرة، وكتب آخر في معرض تغطيته لزيارة أحد الضيوف إلى مصر: (ثم انتقل إلى مثواه الأخير في هيلتون).
ووصف ثالث تصادم قطارين بقوله (إن التصادم كان شديدا قويا لدرجة أن القضبان تكسرت والعربات أصبحت سبعات ثمانيات) يقصد انقلبت رأساً على عقب. وخشي محرر حوادث أن يذكر أن المتهم في الجريمة سعودي الجنسية فيسيء إلى العلاقات بين بلده والمملكة، فكتب ملمحاً إلى أن (المتهم ينتمي إلى دولة يحج إليها المسلمون)!!!.
أما الطامة الكبرى فكانت تغطية أحدهم لحادث مرورى نتج عن انقلاب الدراجة البخارية التي كان يقودها عسكري، وجاءت بعنوان (انقلاب عسكري في مدينة..) وهو ما فهمه مراسلو الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء على أنه انقلاب على السلطة قام به عسكريون بهذه المدينة.
وقد يرجع الخطأ إلى الثقافة الضحلة للمحرر، كما وصف أحدهم انتحار سيدة بقوله: (على طريقة يوليوس قيصر زوج كليوباترا.. انتحرت سيدة بطعن نفسها بالسكين أمام المارة)، وطبعاً فإن قيصر لم ينتحر ولم يتزوج كليوباترا كما أن قتله لم يكن أمام المارة. ونتوقف أخيراً مع رئيس تحرير صحيفة عربية كبرى، نُشر المقال الافتتاحي للصحيفة بعنوان (يريد الشياطون) وعندما صوبها المراجع اللغوي إلى (يريد الشياطين) هاج الصحفي الكبير وماج، واتهم المصحح اللغوي أنه لا يعرف أن الشياطين هنا فاعل مرفوع بالواو!!.
والصحافة المضروبة هى المفبركة، ومن طرائفها أن صحفياً شاباً أراد الحصول على حديث من أديسون صاحب الألف اختراع، ولكن العالم الكبير رفض الكلام، فما كان من الصحفي إلا أن نشر في اليوم التالي حديثاً مطولاً مع اديسون بعنوان (اعظم مخترع في العالم)، فاتصل به أديسون، وقال له بل أنت أكبر مخترع في العالم وليس أنا.
كما أرادت صحيفة (نيويورك صن) الأمريكية في عام 1835 أن تزيد مبيعاتها فادعت أن أحد العلماء اخترع تليسكوباً كبيراً أمكن من خلاله رؤية الحياة علي القمر الذي تسكنه كائنات تشبه الوطواط!.
وكثيراً ما تكون الأخطاء في الصحافة سببها الحب والقلب الطيب، حيث يحكي الصحفي المصري إسماعيل النقيب أنه كان يعشق كتابات الأديب الراحل يحيى حقي بشدة، وعلم منه أنه يشاع بأن يكون عضوا بالمجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية، وفي إحدى المرات وصل الى صحيفة الأخبار التي يعمل بها النقيب خبر بالأسماء المرشحة لعضوية هذا المجلس وليس من بينها اسم يحيى حقي، ودون أن يلاحظ أحد أضاف النقيب اسم الأديب يحيى حقي للأسماء الثلاثة المذكورة، فما كان من المسؤولين عندما قرؤوا الجريدة في اليوم التالي إلا أن اضافوا الأديب الكبير معتقدين أن الخطأ كان من جانبهم في نسيان اسمه في الخبر الذي وُزّع على الصحف!.
أما الكاتب الساخر أحمد رجب فقد ألّف رواية أسماها (الهواء الأسود) في اقل من ساعة، وكانت تتكون من جمل وعبارات غير متناسقة لا تؤدي الى معنى مفيد، وكان هدفه من ذلك السخرية من تيارات العبث واللامعقول التي انتشرت وقتها، ثم بعث بها الى مجلة الكواكب مدعيا أنها لمؤلف أجنبي يدعى فريدريك دون مارث، وطافت الرواية على عديد من النقاد، فقال عنها سعد أردش: إنها رواية عالمية، وبالغ عبدالفتاح البارودي فقال: هذه الدراما!، في حين وصفها د. عبدالقادر القط بأنها تعبر عن مأساة الإنسان في القرن العشرين، واتفق معه في الرأي رجاء النقاش الذي رأى أنها تشرح بوضوح أزمة الإنسان المعاصر.. ثم كانت صدمة الجميع عندما أعلن أحمد رجب أنه المؤلف الحقيقي للرواية العبثية!.
والمقالب الصحفية التي تكاد تكون جزءاً من الحياة اليومية للصحفيين هي في كثير من الأحيان السبب في الأخطاء الفادحة، وممن ذاقوا مراراً المقالب الصحفية الصحفي المصري نبيل عصمت محرر باب أخبار الناس اليومي بجريدة الأخبار حيث إنه قد تعرض لمقلب سخيف من أحد زملائه، الذي أبلغه تليفونياً أن المطربة ذائعة الصيت في ذلك الوقت (فتحية أحمد) قد توفيت اليوم فجأة، وأن أحدا من الفنانين لم يحضر الجنازة، وبسرعة البرق (شرب) عصمت المقلب وكتب خبر وفاة الفنانة وكتب يهاجم الفنانين ويصفهم بعدم الوفاء، وفي اليوم التالي دخلت عليه المرحومة الفنانة فتحية أحمد مكتبه، وقالت له بهدوء: (أنا فتحية أحمد اللي موتها النهاردة الصبح).
مقلب مشابه حدث للصحفي الراحل نفسه، ولكنه كان من تدبير هيئة التليفونات هذه المرة، حيث طلب أحد الأطباء المتخصصين من خلال دليل التليفونات، ولكنه علم من زوجته أن الطبيب الشهير مات منذ 7 سنوات، فكتب في مقال موجه للهيئة أنه لابد من مراجعة أسماء المشتركين في الدليل حتى لا تتحول بدايات المكالمات من: (الو.. فلان موجود؟ إلى: الو.. فلان عايش ؟؟!).
ولأن أطرف الأخطاء ما ارتبط بالمصائب، نذكر أن صحيفة أمريكية نشرت عام 1875 خبراً خاطئاً عن وفاة الأديب الفرنسي العملاق فيكتور هوجو، بعد 10 سنوات مات هوجو بالفعل، فكتبت الصحيفة بالبنط العريض: نحن أول من سبق إلى إعلان وفاة هوجو.
وحين مات شقيق العالم الشهير الفريد نوبل، وظنت الصحف أن مخترع الديناميت هو الذي مات، كتبت تصفه بأسوأ الصفات، مثل: مات عدو الإنسانية، مات بعد أن زرع الدمار... وبعد أن قرأ الفريد نوبل هذه الصحف اتخذ قرارا لم يعلن عنه الا بعد وفاته، وهو استغلال ثروته في تقديم جوائز لمن يقدمون إسهامات مميزة للإنسانية،وهي جائزة نوبل الشهيرة.
والإعلانات مدفوعة الأجر أيضاً لم تسلم من الأخطاء القاتلة التي أضرت بمادة الإعلان أكثر مما أفادته، ويكون الخطأ في الغالب بسبب تداخل مادة الإعلان مع مادة صحفية أخرى، فعلى سبيل المثال نشرت إحدى الصحف الأجنبية إعلاناً تقول فيه (سوف تحب هذا النوع من البور بون عندما تشربه ثم اتصل برقم 21700 حانوتي هينس).
ونشرت أخرى إعلاناً عن الفطائر جاء فيه: (أطلب محلاتنا لتحصل على فطيرة بالفاكهة من الخشب الماهوجني المتين)!، لكنها كانت أفضل بكثير من الصحيفة التي أعلنت عن نفسها فقالت بأنها (أوسخ الصحف انتشاراً) بدلاً من (أوسع الصحف انتشاراً).. وهكذا تسبب حرف العين في تلويث سمعتها، وهو ما حدث مع شركة أرادت الإعلان عن مناقصة فوجدت نفسها تلعن المناقصة. ومن أطرف أخطاء الإعلانات إعلان مبوب نصه: (رزق السيد جون سميث وزوجته السيدة ماري سميث بمولود ذكر سمياه بيتر.. مبروك يا جورج) أو آخر (قرر النادي تغيير عشاء الأحد الأسبوعي من الثلاثاء إلى الخميس).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|