|
عن وطني
|
كبيرٌ أنت يا وطني..
تهزأ بِمَنْ يكيد لك غلاً وكراهيةً..
وتسخرُ ممن يُضْمِرُ لَكَ شراً..
بل تتوعده بما يستحق.
***
وما من يوم هزمك سوء التقدير..
أو خانتك الفراسة في تقدير الأمور..
فأنت عظيمٌ وكبير..
وأنت المنتصرُ أبداً.
***
وها أنت تظهر قوتك من جديد..
وتصل إلى هؤلاء في أقبيتهم..
تؤدبهم..
وتعلمهم أن لا رحمة لمن يسيء لكرامة الوطن.
***
ومع كل هذه الدروس البليغة التي يسديها الوطن لهم دونما فائدة..
وحيث توجد اليد الطويلة التي تمتد في تواصل لافت لاجتثاث هؤلاء من معاقلهم..
بما عرف عنها من شجاعة وجسارة وقدرة على حماية الوطن..
نقول لهؤلاء ولنا بأنَّ للوطن دَيْنَاً علينا، يحميه أبناؤه المخلصون بمهجهم وأرواحهم وأموالهم.
***
فيا أيها الوطن الحبيب..
أنت في قلوب أبنائك..
وأنت حبهم الأول والأخير..
ولا خير فيهم إن قصروا أو تقاعسوا عن حمايتك
والدفاع عنك.
***
وأمنُك..
وسلامتُك..
وعزُّك..
هي همُّ الجميع وشغلهم الشاغل..
فهذا عهدٌ ووعدٌ..
ومرة أخرى لا خير فيمن ينكث العهد ولا يفي بالوعد.
***
المملكة إذاً ستبقى عصيةً على أعدائها..
تتباهى بمكانتها الروحية..
وتاريخها المجيد..
وسلامتها في الداخل وعلى الحدود إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
زوجة خادمة بدون راتب !!
|
إعداد: وفاء الناصر
إذا أجمعنا بأن عمل المرأة في بيتها ك(ربة بيت) مهنة أو وظيفة لها شروطها وغاياتها ألا يحتم ذلك إذن أن تتقاضى عليه أجراً مالياً كحال كل الوظائف والمهن الأخرى؟
وإذا اتفقنا على أن عمل ربة البيت لا يرتبط بساعات دوام محددة بخلاف المهن الأخرى التي نوقِّع فيها على الحضور والانصراف ألا يعني هذا أن راتب مهنة ربة البيت يجب أن يكون مضاعفاً؟ لكن تساؤلاً آخر مضاداً يطرح نفسه: أليس عمل المرأة في النهاية في بيتها واجباً يتعيَّن عليها أن تؤديه عن رضا وطيب خاطر وبالتالي يجب ألا تبتغي من ورائه شيئاً إلا الحب؟
وبين التساؤل والتساؤل المضاد نتأمل كيف تنظر ربات البيوت إلى وظائفهن داخل البيت؟ ماذا ينتظرن من وراء شقائهن وتعبهن؟ وكيف يقيِّم الأزواج وظائف زوجاتهم كراعيات لبيوتهم وأولادهم؟
* تقول سارة العتيبي بنبرة تعكس مزيجاً من الغضب والضجر: لقد حوّلني زوجي إلى موظفة في مؤسسة الزوجية وجوابه جاهز دوماً على لسانه في كل مرة أشكو فيها من التعب يجب أن تجربي حياة الموظفات حتى تشكري الله على النعمة التي تعيشين فيها.. آه لو كنت موظفة أنا واثقة حينها بأن ربة عملي كانت سترأف بي أكثر منه.
* وتأخذنا سارة العتيبي معها في رحلة شقائها كما تصفها: تبدأ رحلة شقائي اليومية في السادسة والنصف صباحاً، حيث أستيقظ لأجهز أولادي الثلاثة للمدرسة وبعينين نصف مغمضتين انتظر باص المدرسة ليقلهم ومن ثم أعود لأباشر مهمتي التالية مع زوجي هذه المرة فأحضِّر له طعام الإفطار وأجهِّز ملابسه، وما إن يغادر حتى أسارع إلى ترتيب البيت وتنظيفه قبل أن أدخل إلى المطبخ لتحضير طعام الغداء، وعند الثانية ظهراً أقف أمام مدخل البيت في انتظار عودة الأولاد لأساعدهم على الاستحمام وتناول الغداء ومتابعة واجباتهم المدرسية المرهقة، ليحل المساء وأنا منكبة معهم على طاولة المذاكرة ومع عودة زوجي إلى البيت أول الليل تكون مهمتي مع أولادي قد أنجزت على أكمل وجه لأتفرغ له قلباً وقالباً.
إذا كان الحصول على مقابل أمراً غير متوافر لكثير من الزوجات فها هي سارة ما زالت مصرة على القول إنها مجرد موظفة لدى زوجها.
* وتلفت ليلى السلطان الانتباه إلى أن المرأة هي التي تختار بإرادتها الخاصة العمل في بيتها لذا يجب أن تتوقَّع كل أنواع الضغوط الممكنة التي قد تدفعها إلى الشكوى والتذمر، ومع ذلك فشعور الزوجة بأنها مجرد موظفة عند زوجها وأولادها موجود عند الكثيرات ولا يمكننا تجاهله لكن الخطأ هنا لا يقع على ربة البيت، بل على الزوج الذي قد يصدِّق أنه الآمر الناهي فيمارس هذا الدور بتعنت. ولا تنكر ليلى المزايا الكثيرة التي تتمتع بها الموظفة، فعلى الأقل سيقدِّر زوجها أي جهد قد تقوم به داخل المنزل لأنها في نظره امرأة عاملة تستحق على الأقل بعضاً من استحسانه الذي لا تحظى به للأسف ربة البيت. كما تحمِّل ليلى الزوج مسؤولية الضغط النفسي الذي قد تعانيه ربة البيت، فالفضل بعد الله يعود إليه في المقابل إذا ما نظرت إلى مهمتها في البيت على أنها أقل ما قد تقوم به المرأة، فرعاية الأطفال وإرضاء الزوج أمران يهبانها شعوراً عارماً من الرضا عن الذات الأمر الذي يجعلها تختار البقاء في البيت ولو عرض عليها عمل في الخارج بآلاف الريالات. وتضيف: إن ربة البيت تتعب كالموظفة وأكثر فأعباؤها ومهامها لا ترتهن بساعات دوام محددة ما يجعلها في حالة توتر دائم.
* موضي الخالد واحدة من الموظفات الراغبات في إعادة عجلة الزمان إلى الوراء لتعود ربة بيت كما كانت في السابق حتى وإن ظلت تعمل في البيت ليل نهار، وتوجِّه رسالة لكل ربة بيت متذمرة مفادها (أضحكي في سرِّك على العمل موظفة في البيت.. تكفي القيمة المعنوية والإنسانية والاجتماعية التي تحظين بها بعيداً عن المضايقات الخارجية التي يمكن أن تحرق أعصابك.
وتنتقد بشدة ما جاء على لسان ربات البيوت من تسمية أنفسهن موظفات فما هذه الوظيفة التي تبدأ صباحاً بشرب فنجان القهوة ثم الانخراط في القيل والقال على الهاتف حتى تهدر ساعات النهار، أما أعمال المنزل فأعتقد أن الشغالة التي أصبحت موجودة الآن في غالبية البيوت تقوم بالواجب.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|