|
عن وطني
|
كبيرٌ أنت يا وطني..
تهزأ بِمَنْ يكيد لك غلاً وكراهيةً..
وتسخرُ ممن يُضْمِرُ لَكَ شراً..
بل تتوعده بما يستحق.
***
وما من يوم هزمك سوء التقدير..
أو خانتك الفراسة في تقدير الأمور..
فأنت عظيمٌ وكبير..
وأنت المنتصرُ أبداً.
***
وها أنت تظهر قوتك من جديد..
وتصل إلى هؤلاء في أقبيتهم..
تؤدبهم..
وتعلمهم أن لا رحمة لمن يسيء لكرامة الوطن.
***
ومع كل هذه الدروس البليغة التي يسديها الوطن لهم دونما فائدة..
وحيث توجد اليد الطويلة التي تمتد في تواصل لافت لاجتثاث هؤلاء من معاقلهم..
بما عرف عنها من شجاعة وجسارة وقدرة على حماية الوطن..
نقول لهؤلاء ولنا بأنَّ للوطن دَيْنَاً علينا، يحميه أبناؤه المخلصون بمهجهم وأرواحهم وأموالهم.
***
فيا أيها الوطن الحبيب..
أنت في قلوب أبنائك..
وأنت حبهم الأول والأخير..
ولا خير فيهم إن قصروا أو تقاعسوا عن حمايتك
والدفاع عنك.
***
وأمنُك..
وسلامتُك..
وعزُّك..
هي همُّ الجميع وشغلهم الشاغل..
فهذا عهدٌ ووعدٌ..
ومرة أخرى لا خير فيمن ينكث العهد ولا يفي بالوعد.
***
المملكة إذاً ستبقى عصيةً على أعدائها..
تتباهى بمكانتها الروحية..
وتاريخها المجيد..
وسلامتها في الداخل وعلى الحدود إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
بعد كشف دوره في جريمة التعذيب بمعتقل أبو غريب ريكاردو سانشيز في انتظار المحاكمة
|
* إعداد أشرف البربري
لم تكن تلك الوثيقة السرية التي حصلت عليها منظمة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية وتكشف موافقة الجنرال ريكاردو سانشيز على تعذيب المعتقلين في العراق سوى دليل جديد في ملف جرائم الإدارة الأمريكية في تعذيب المعتقلين وانتهاك حقوق الإنسان.
وهذا الملف يتضخم كل يوم رغم أن ما به من وثائق وأدلة قاطعة يكفي لإدانة الولايات المتحدة وإخراجها من قائمة الدول المتحضرة ووضعها في قائمة أكثر نظم الحكم في العالم وحشية وهمجية.
وإذا كانت فضيحة أبو غريب هي الأبشع أو الأشد إثارة فإن التاريخ الأمريكي مليء بكل ما يخزي الأمريكيين وبخاصة هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على شعوب العالم بدعوى نشر الديموقراطية وحقوق الإنسان من المحافظين الجدد الذين فرضوا سطوتهم على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وقد طالبت منظمة اتحاد الحريات المدينة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية بالتحقيق مع القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز بعد الكشف عن مذكرة سرية أكدت تورط الرجل شخصياً في جرائم تعذيب الأسرى والمعتقلين في العراق من خلال إعطاء القائمين على استجواب المعتقلين الضوء الأخضر لممارسة التعذيب وغيره من الأساليب التي تجرمها معاهدات جنيف المنظمة لمعاملة أسرى الحرب خلال الاستجواب. وأشارت المنظمة إلى أن تعليمات سانشيز ارتبطت بشكل مباشر بأعمال التعذيب التي ارتكبت في سجن أبو غريب في العراق.
وذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أن الوثائق التي حصلت عليها منظمة (اتحاد الحريات المدنية الأمريكي) أن الجنرال سانشيز صرح باستخدام أساليب استجواب غير قانونية مثل استخدام الكلاب لإرهاب المعتقلين وممارسة ضغوط على السجناء بإجبارهم على اتخاذ أوضاع مؤلمة ليفقدوا توازنهم وإدراكهم أثناء الاستجواب.
وقد اعترف سانشيز أن بعض الأساليب التي أقر استخدامها لا يمكن قبولها من جانب الدول الأخرى.
وعندما وقف سانشيز أمام لجنة تحقيق تابعة للكونجرس في أعقاب تفجر فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب نفى الجنرال الأمريكي أن يكون قد سمح باستخدام أساليب استجواب غير مشروعة، والآن يجب توجيه اتهام بالكذب تحت القسم إلى الجنرال (الكذاب).
تقول منظمة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية إن الوثائق تكشف أن تعذيب السجناء في العراق وأفغانستان وغيرهما كان نتيجة خطة منهجية منظمة ومنسقة لمعاملة السجناء خلال ما تسميه الولايات المتحدة بالحرب ضد الإرهاب، وهذه الخطة حظيت بموافقة أعلى مستوى في سلم القيادة العسكرية الأمريكية، وأضافت المنظمة إن أعمال التعذيب الوحشي التي كشف عنها النقاب في أبو غريب لم تكن مجرد حوادث فردية معزولة ولكنها كانت جزءاً من سياسة عامة.
يقول أميريت سينج أحد المستشارين القانونيين لمنظمة اتحاد الحريات المدنية: (نعتقد أن الأساليب التي أقرها وصرح بها سانشيز كانت مسؤولة بالتأكيد عن الجرائم التي حدثت في أبو غريب، وإن المسؤولية لا تتوقف عند حدود سانشيز باعتباره قائداً للقوات الأمريكية في العراق ولكنها تمتد إلى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الذي وقع مذكرة تسمح باستخدام هذه الأساليب ضد المعتقلين في معسكر جواناتنامو).
وفي المذكرة السرية التي أصدرها سانشيز في سبتمبر 2003 أقر الجنرال الأمريكي استخدام 29 أسلوباً لاستجواب المعتقلين لدى القوات الأمريكية في العراق وتضمنت هذه الأساليب ممارسة الضغط العصبي على السجناء من خلال استخدام الأصوات العالية مثل الموسيقى والصراخ وكذلك الضوء الباهر لفترات طويلة متصلة بالإضافة إلى استخدام الكلاب البوليسية في إرهاب المعتقلين على أساس أن (العرب يخافون بشدة من الكلاب)، ومن بين الصور التي نشرت لمشاهد التعذيب في أبو غريب مشهد استخدام الكلاب مع أحد السجناء. وبعد ستة أسابيع من صدور مذكرة سانشيز تلك أصدر المستشارون القانونيون للجيش الأمريكي توجيهاً يحذر من استخدام الكلاب في تخويف المعتقلين وعدد آخر من أساليب الاستجواب غير القانونية،
وأشارت منظمة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية إلى أن 12 أسلوباً على الأقل من الأساليب غير الشرعية استمرت في المعتقلات الأمريكية بالعراق رغم صدور مذكرة المستشارين القانونيين لوزارة الدفاع الأمريكية.
وقال سينج: (الجنرال سانشيز أقر أساليب استجواب تنتهك بوضوح معاهدات جنيف ومعايير الجيش الأمريكي ذاته.. وهذا الجنرال وغيره من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية يتحملون مسؤولية أعمال التعذيب التي انتشرت في المعتقلات الأمريكية ويجب محاسبتهم عليها).
وكانت فضيحة التعذيب في معتقل أبو غريب التي تفجرت منذ عام 2003 قد أصابت العالم بصدمة بالغة ودمرت مصداقية الولايات المتحدة في الوطن العربي على وجه الخصوص، وبعيد تفجر هذه الفضيحة أصدرت إحدى الجماعات العراقية المسلحة بياناً ذكرت فيه أنها اختطفت المهندس الأمريكي نيك بيرج في العراق وأعدمته رداً على جرائم تعذيب المعتقلين العراقيين على أيدي القوات الأمريكية في معتقل أبو غريب الشهير وبخاصة الاعتداءات الجنسية على هؤلاء المعتقلين وانتهاك كرامتهم.
وفي محاولة من جانب الإدارة الأمريكية لاحتواء فضيحة أبو غريب سارعت بتقديم مجموعة من الجنود والضباط ذوي الرتب الصغيرة للمحاكمة بتهمة انتهاك قوانين الجيش الأمريكي التي تحظر التعذيب. وقد أدين الجندي شارلز جرانر البالغ من العمر 36 عاماً في يناير الماضي وصدر ضده حكم بالسجن لمدة عشر سنوات، وفي هذه المحاكمة قال جاي ووماك محامي المتهم إن موكله استخدام ككبش فداء.
وأضاف أن (الحكومة استخدمت العسكريين الصغار ليحملوا مسؤولية الجريمة).
وأضاف أن كبار القادة يزعمون أنهم لم يكونوا على علم بما فعله هؤلاء الصغار (ونحن نعلم تماماً أن هؤلاء القادة كاذبون).
وعندما وقف سانشيز أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي في مايو 2004 نفى الجنرال بشدة أن يكون قد أقر استخدام مثل هذه الأساليب غير القانونية في العراق وقال إن التقارير التي تقول غير ذلك كاذبة، وقال بعد أن أدى اليمين القانونية (لم أوافق أبداً على استخدام مثل هذه الأساليب في أي وقت من العام الماضي).
وتتهم منظمة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية سانشيز بالكذب تحت القسم وتطالب وزير العدل الأمريكي بالتحقيق مع الجنرال بهذه التهمة، وذكرت المنظمة في رسالة بعثت بها إلى وزير العدل الأمريكي ألبرتو جونزاليز (إن شهادة الجنرال سانشيز الذي أدلى بها تحت القسم أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كاذبة وتستحق تحقيقاً جاداً فيها، فهي موثقة وعدم التحقيق فيما حدث يلحق ضرراً بالغاً بثقة الشعب في الحكومة كما أنها تؤكد أن الشعب الأمريكي يستحق تعيين مستشار خاص من جانب وزير العدل للتحقيق في القضية).
وكانت الإدارة الأمريكية والكونجرس قد أجريا سلسلة تحقيقات بشأن فضيحة أبو غريب. وفي حين انتهت بعض التحقيقات إلى الاعتراف بوجود خلل في سلسلة القيادة العسكرية الأمريكية أدت إلى وقوع الجريمة تجاهلت بعضها مسؤولية كبار المسؤولين الأمريكيين والسياسات الأمريكية عن تلك الجريمة.
وقالت كاثي كيلي المتحدثة باسم جماعة (أصوات في البرية) المناهضة للحرب: إن الوثائق الجديدة التي حصلت عليها منظمة اتحاد الحريات المدنية أوضحت أن التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان كان استراتيجية ثابتة للقوات الأمريكية ولم تكن مجرد حوادث فردية وهذا أمر (أحزنني لكنه لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي).
ويتولى الجنرال سانشيز حالياً قيادة الفرقة الأمريكية الخامسة ومقرها ألمانيا. ولم يصدر عنه أي تعليق عن هذه المذكرة التي كشفت منظمة اتحاد الحريات المدنية النقاب عنها.
وقد حاولت وزارة الدفاع الأمريكية عرقلة نشر هذه المذكرة بدعوى وجود أسباب تتعلق بالأمن القومي الأمريكي ولكن منظمة اتحاد الحريات المدنية رفعت الأمر إلى القضاء وحصلت على حكم قضائي يلزم وزارة الدفاع بإعطائها المذكرة.
ورغم أهمية المذكرة وغيرها من الوثائق السرية التي حصلت عليها المنظمة بحكم قضائي فإن الحقيقة التي باتت واضحة للعيان أن التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان استراتيجية أمريكية ثابتة لا شك فيها رغم الضجيج الذي تملأ به إدارة الرئيس بوش الدنيا بحديثها المستمر عن الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان في العالم.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|