|
عن وطني
|
كبيرٌ أنت يا وطني..
تهزأ بِمَنْ يكيد لك غلاً وكراهيةً..
وتسخرُ ممن يُضْمِرُ لَكَ شراً..
بل تتوعده بما يستحق.
***
وما من يوم هزمك سوء التقدير..
أو خانتك الفراسة في تقدير الأمور..
فأنت عظيمٌ وكبير..
وأنت المنتصرُ أبداً.
***
وها أنت تظهر قوتك من جديد..
وتصل إلى هؤلاء في أقبيتهم..
تؤدبهم..
وتعلمهم أن لا رحمة لمن يسيء لكرامة الوطن.
***
ومع كل هذه الدروس البليغة التي يسديها الوطن لهم دونما فائدة..
وحيث توجد اليد الطويلة التي تمتد في تواصل لافت لاجتثاث هؤلاء من معاقلهم..
بما عرف عنها من شجاعة وجسارة وقدرة على حماية الوطن..
نقول لهؤلاء ولنا بأنَّ للوطن دَيْنَاً علينا، يحميه أبناؤه المخلصون بمهجهم وأرواحهم وأموالهم.
***
فيا أيها الوطن الحبيب..
أنت في قلوب أبنائك..
وأنت حبهم الأول والأخير..
ولا خير فيهم إن قصروا أو تقاعسوا عن حمايتك
والدفاع عنك.
***
وأمنُك..
وسلامتُك..
وعزُّك..
هي همُّ الجميع وشغلهم الشاغل..
فهذا عهدٌ ووعدٌ..
ومرة أخرى لا خير فيمن ينكث العهد ولا يفي بالوعد.
***
المملكة إذاً ستبقى عصيةً على أعدائها..
تتباهى بمكانتها الروحية..
وتاريخها المجيد..
وسلامتها في الداخل وعلى الحدود إن شاء الله.
خالد المالك
|
|
|
وهكذا دواليك شوارب! عبدالباسط شاطرابي
|
(لا تشتري هذه السيارة التي تعمل بالريموت.. الأفضل أن تشتري تلك التي تستعمل البطاريات..)
هذه الجملة كثيراً ما نسمعها حين نرى أباً يهم بشراء لعبة لابنه الذي يصطحبه معه.
لمن نشتري الألعاب؟ أهي لنا أم لأبنائنا؟ أظن، وبعض الظن إثم، أننا نشتريها بتوجيه من الطفل القابع في دواخلنا!!.
كلنا نحب اللعب، وكلنا كنا أطفالاً، وكم نتحسر على طفولتنا المتواضعة التي لم تعرف الأتاري والبلي ستيشن!!.
لا نريد بكائية على الماضي، لكن هذا الماضي، فيما يبدو يطاردنا حتى في خياراتنا لصغارنا!!
وقفت ذات مرة، بحياء، أمام أحد محلات لعب الأطفال. كان البائع يستلفت نظر المارة بسيارة إسعاف كهربائية صغيرة تطلق مختلف الصافرات وتشع بألوان التحذير المختلفة.
لم تمر دقيقة حتى بدأ الناس يتحلقون حول اللعبة الجميلة. تفرستُ في الوجوه فلم أجد طفلاً بين الملأ، فقد كانوا كلهم من أعمار الثلاثين فما فوق!!.
الجميع كانوا يستمتعون باللعبة، لكنك إذا سألت أحدهم عن سبب وجوده لقال إنه يريد انتقاء لعبة لابنه أو بنته!
وصويحبكم، مثل كثيرين، كان مغرماً منذ طفولته بالأدوات الالكترونية، وخصوصاً أجهزة التلفزيون. ولأن هذه الأجهزة كانت باهظة الثمن وقتذاك، فلم تكن الهجمة الصينية الكورية قد اجتاحت الأسواق، كان من الصعب الانجراف وراء رغبة الشراء الملحة. الآن الأجهزة ملأت الدنيا، والأسعار متاحة للجميع، لذلك تجدني أقتطعُ شهرياً بعضاً من مالي لأجل التلفزيونات وصويحباتها من الالكترونيات!.
يقول صديق لي إن أخاه كان متعلقاً بأدوات الزراعة المصنوعة على شكل لعب، وكان معظم مصروفه، يذهب إلى ألعاب التراكتورات والحرَّاثات والحفَّارات. ومر الزمن وكبر الطفل فاقتنى أرضاً زراعيةً مساحتها أقل من فدان، ولأن طفل الأمس موجود في داخله، فقد اشترى لتلك الأرض المحدودة أعداداً من التراكتورات والحراثات والحفارات الحقيقية تكفي لاستزراع كل أرض السودان!!.
الطفل النائم في داخلنا جزء منا، ولا بأس أن نجاريه، حين يستيقظ، في بعض متطلباته، فيكفي الحرمان الذي عانيناه صغاراً، وكم هو ممتع أن نشبع بعض أهوائنا الصغيرة ما دامت لا تضر بأحد!.
كلنا أطفال رغم شواربنا.. وكلنا بحاجة إلى لمسة حانية، وصدر دافق بالحب، وكلمة تشيع أمناً واطمئناناً، ولعبة تضج مرحاً وتألقاً!!.
shatarabi@hotmail.com
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|