* إعداد - ريم الخريف
قد يتعجب البعض من هذا الكلام؛ إذ كيف يكون الفشل طريقًا إلى النجاح؟!
كيف يلتقي هذان الضدان بحيث يكون أحدهما طريقًا للآخر، بل يصبح ضرورة لازمة له؟! والجواب سهل ميسور - بحمد الله -؛ ذلك أن النجاح الباهر الدائم يتطلب من الشخص أن تتوافر فيه سمات خاصة، وخبرات متنوعة، لا يمكن أن تتكون في الشخص إلا عبر معاناة الواقع، والاحتكاك الطويل به، وخوض الصراع مع المشكلات والعقبات، ومن ثم يكتسب الإنسان الصفات الإنسانية اللازمة للنجاح الدائم، والتي من أهمها الصبر والإرادة والعزم والتصميم. وأما أصحاب النجاح السهل الذي لم يأتِ عبر التعب والمعاناة فإنهم سرعان ما يصابون بالإخفاق والإحباط عند أول عقبة تهدّد ما حققوه من نجاح؛ ومن ثم يتحول نجاحهم إلى فشل أو إخفاق ذريع.
وقديماً قال العرب: (الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك)، وها هو أديب الإسلام مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - يشرح لنا ذلك في وحي قلمه؛ فيقول: (ما أشبه النكبة بالبيضة، تحسب سجناً لما فيها، وهي تحتويه وتربيه وتعينه على تمامه، وليس عليه إلا الصبر إلى مدة، والرضا إلى غاية، ثم تنقف البيضة؛ فيخرج خلقاً آخر، وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخ في بيضته، عمله أن يتكون فيها، وتمامه أن ينبثق شخصه الكامل؛ فيخرج إلى عالمه الكامل).