الإخوة في مجلة الاتصالات والعالم الرقمي
السلام عليكم ورحمة الله
في الحقيقة أنني توقفت كثيراً عند الاستطلاع الذي نشرته المجلة في عددها بتاريخ 2 محرم 1428هـ والذي جاء بعنوان: (البلوتوث معبر الممنوع والمسموح)، ولقد كان من الواضح أن الآراء تعددت في مجال هذه الخدمة التقنية حيث رأى البعض أنها وسيلة للمعاكسات والغزل، في حين رأى آخرون أنها وسيلة يمكن الاستفادة منها في أعمال الخير، حيث أشار أحد الدعاة إلى (البلوتوث الدعوي) الذي يمكن أن يكون له دور جيد في مجال الدعوة إلى الله.
وذكر الاستطلاع على لسان فتاتين أن الأماكن العامة والمكتظة بالناس رجالاً ونساء كالأسواق والمنتزهات والأماكن الترفيهية هي مرتع خصب لانتشار رسائل البلوتوث. كما أشار شاب آخر إلى أن المطاعم ومحلات الكافي لها أيضاً نصيب من رسائل البلوتوث.
وأُقر هنا أن هذا الاستطلاع كشف الكثير عن عالم البلوتوث وممارسات شبابنا في هذا المجال. لكن ما أدهشني فعلاً هو أن بعض الفتيات يعلمن ما قد يأتي به اتصال (البلوتوث) من أشياء قبيحة وربما بذيئة ومسيئة للحياء ومع ذلك يفتحن جوالاتهن لتلقي مثل هذه المواد في أماكن عامة لا يمكن ضبط كل ممارسة صغيرة تدور فيها. وفي رأيي أن أي فتاة تتلقى مثل هذه المواد لا يجب أن تلوم إلا نفسها، لأنها هي من قامت بفتح البلوتوث وإعطاء الإذن لتلقي هذه المواد.
ومع ما سبق من حديث، فإن الشباب والمراهقين الذين يتداولون المواد القبيحة عبر البلوتوث ملومون أيضاً بشكل كامل، فهم حين يشيعون مثل هذه الممارسات ويرسلونها إلى الآخرين دون تحديد، فلن يسلموا من عودة الكرة إلى ملعبهم، حيث إن شقيقاتهم ومحارمهم قد يتلقين هذه الرسائل بعد أن يقوم آخرون ببثها خصوصاً في الأماكن العامة.
ولقد سرني العلاج الذي قدمه الاستطلاع في مجال استخدام البلوتوث بطريقة سيئة، حيث اقترحت إحدى التربويات زرع الرقابة الذاتية في نفوس النشء، في حين دعا تربوي آخر إلى رفع الوازع الديني لدى هؤلاء النشء ليكون الردع ذاتياً.
لكن ما قاله هذا التربوي بشأن صغار السن هو الأهم في العلاج، فقد قال: (أرى عدم إعطاء الأبناء صغار السن جوالات ذات تقنية عالية كجوال الكاميرا والبلوتوث، فهو يجهل كيفية استخدامها، وقد يغرر به لاستخدامها بصورة سلبية..).
شكراً لكم على هذا الاستطلاع الجريء، كما نشكر لكم الموضوعية وإلقاء الضوء على الموضوع من كافة جوانبه.