أكد خبير عالمي يعمل في مجال التقنية والمعلومات أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وهي عبارة عن (مشروع بتكلفة 53 مليار دولار يتم إنشاؤه في منطقة رابغ شمال جدة) ستتفوق - بمراحل - عند اكتمالها على مدينة لندن تقنيا ومعلوماتيا.
جاءت هذه التعليقات أثناء مؤتمر قمة وادي السيليكون التي انعقدت مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكيّة برعاية من الأمم المتحدة لبحث سد الفجوة الرقمية بين الدول الصناعية والدول النامية.
وخلال مشاركته في فعاليات القمّة اعتبر (بول ماونتفورد) وهو رئيس مجموعة الأسواق الناشئة في شركة سيسكو سيتيمز التي تعمل في 130 دولة حول العالم أن (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ستتفوق - تقنياً ومعلوماتياً - على لندن بمراحل لدى اكتمالها). وأكد (ماونتفورد) ما اعتبره حقيقة أن العديد من الدول النامية غنية بالموارد ولكنها فقيرة معرفيا، وقال إن حكومات الكثير من هذه الدول تريد الخبرة الفنية، كما تريد تعلّم كيفية بناء المهارات.
وأضاف (ماونتفورد) أن هذه الدول تملك نفاذا للنفط والغاز والمعادن ومن ثم بإمكانها أن تتجاوز الدول المتقدمة، واضاف: إنها بالفعل متصدرة للعبة في حالات عديدة، ودبي أحد الأمثلة.
كما أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ستتفوق أيضا في المجال التقني.
واعتبر (ماونتفورد) أن تقنية المعلومات والاتصالات، على وجه التحديد، ستظل قضية ساخنة في الكثير من مناطق العالم.
وتعد قمة وادي السيليكون التي عقدت بحضور أمين عام الأمم المتحدة أواخر العام الماضي الأحدث ضمن سلسلة من الترتيبات والفعاليات التي نظمت من أجل توفير الدعم والتشجيع للدول النامية وهي تصارع مع إمكانيات وفوائد الاتصالات الرقمية.
ورغم أن هناك فاصلا تقنيا بين الدول المتقدمة والنامية على الدوام، غير أن تطور الشبكة العنكبوتية العالمية وزيادة تحرير أسواق الاتصالات أديا إلى إبراز هذه الفجوة ودفع منظمات مثل الاتحاد الدولي للاتصالات وهيئة المعايير الدولية أن تأخذ بزمام المبادرة في وضع أهداف محددة لتطوير مجتمع معلومات عالمي يوفر عملية نفاذ عادل ومتاح للجميع.
ويشير تقرير (قمة مجتمع المعلومات العالمي) في هذا السياق إلى أنه لا شيء ثابتا في عالم تقنية المعلومات والاتصالات، ففي الوقت الذي تجني فيه الدول النامية منافع واسعة من الهاتف الجوال والنفاذ إلى الإنترنت، فإن الدول الصناعية تشق طريقها الآن نحو تقنيات هواتف الجيل الثالث والنطاق العريض.
ويخلص التقرير إلى أن الدول المتقدمة تتمتع بخدمات بيانات أفضل وأكثر تنوعا، بسرعات أكبر وتكلفة أقل، فاقتصادات الوفرة والبنى التحتية الحديثة تعني أن الاتصالات، إلى حد كبير، أرخص في العالم الصناعي منها في العالم النامي بالنسبة إلى الدخل.
ثم إن طبيعة الفاصل الرقمي في تغير مستمر، وإن الاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز الاحتواء الرقمي يجب أن تأخذ هذه التغييرات في الحسبان إذا أريد ألا يترك العالم النامي في حالة الفجوة الرقميّة التي يعيشها.