تعددت أنواع الخدمات التي توفرها الهواتف المحمولة، وما زالت تقنيات هذه الأجهزة الاتصالية تطالعنا كل يوم بجديد، فبعد أن أصبح الحصول على المعلومات من خلال الإنترنت مألوفا لمستخدم الهاتف المحمول، بحيث ذلّلت هذه التقنية المصاعب، وأصبح بإمكان مقتني بعض أنواع هذه الهواتف مثلاً إرسال آخر أخبار الرياضة وآخر كشوف البنك وأسعار الأسهم عن طريق خدمة الرسائل.
ومع التطورات المتسارعة التي عرفها جهاز الهاتف المحمول منذ ظهوره يسعى الكثيرون إلى الاستفادة منه بأقصى درجة ممكنة، ومن هنا ظهر ما يعرف بالإعلان عبر الجوال.
خدمة الإعلان عبر الجوال
تعتبر هذه الخدمة أسلوبا إعلانيا جديدا يلقى رواجاً ملحوظاً، وذلك اعتمادا على تقنية الرسائل القصيرة SMS، ويمتاز هذا الأسلوب بحداثته وتحقيقه نتائج تعود غالبا على المعلن بالفائدة، ويفضله الكثير من المعلنين على الإعلان عبر الإنترنت أو من خلال البريد الإلكتروني، وفي المقابل فإن من يعتادون على استلام هذه الرسائل يبدو عليهم - أحياناً - الانزعاج وعدم الرغبة في استلامها فهي غالباً لا تتيح لهم التحكم بقبول أو رفض تلك الرسائل المرسلة، وهي تفتقر أيضاً إلى مميزات معينة مثل الحصول على حسومات أو شيء من هذا القبيل..
أحلام الثراء.. والكابوس المزعج !
تعتمد بعض الجهات التي تكون أحياناً (مجهولة) المصدر لعامّة الناس إرسال رسائل ذات محتوى إغرائي بحيث تعد مستقبل الرسالة بالربح والثراء، ويؤكد الكثيرون على أن تلك الرسائل قد أثارت استغرابهم لكونها لا تصل إلى أصحاب أرقام محددة باتفاق مسبق، وإنما تستهدف في الغالب أصحاب الأرقام العشوائية والتي يفرح أصحابها للوهلة الأولى بمحتوى الرسائل المفاجئة ربما أملاً بالفوز دون إدراك لتبعات الانقياد لغايات المرسِلين وقد جنت - في هذا الإطار - الغالبية الساحقة خيبة الأمل والشعور بالإحباط، وخاصة بعد تنامي ظاهرة الرسائل الوهمية عبر الهواتف المحمولة التي تبشر أصحابها بالثراء السريع بعد تمام إجراءات التسليم، ولكن أصيب الكثيرون ممن تلقوا مثل هذه الرسائل بخيبة أمل كبيرة لدى تلقيهم فاتورة هاتفهم المحمول فبدلا من أن يقبضوا دفعوا من جيوبهم.
كثيرون هم أولئك المندفعون الذين كبّدوا جيوبهم مبالغ طائلة.. والغريب أن تلك الشركات قد ضاعفت من نشاطها بعد زيادة رواتب الموظفين في سعي حثيث منها إلى استنزاف أكثر لجيوب المواطنين بالوهم، وبهذه الطريقة التسلسليّة المفبركة.
استهداف المراهقين والسذج !
تمّ في هذا السياق الوقوف على آراء بعض المستخدمين الشباب في ما يتعلّق بهذه القضية المستجدة، يقول محمد الحربي :( إنها رسائل نصب واحتيال ساهمت في إفلاس كل إنسان يبحث عن الربح السريع أو الحظ الذي يعاكس معه في الحياة ولسان حاله عسى الفوز بالجائزة الكبيرة وهي - الحقيقة - ليست مجرد تلاعب ونصب على أناس فقط بل الغريب والعجيب أنه لم نلحظ أي معاقبة أو ملاحقة لهؤلاء من قبل المصالح المعنيّة).
أما ناصر العتيبي فيقول : (أنا ممن أفرحتني هذه الرسائل وأقوم بالاتصال ولكني أجد عند الاتصال أنهم يطرحون علي أسئلة حوالي 20 سؤالا، وعندما أنتهي من إجابة السؤال 20 يقال لي: إنك لم تجاوب الا عن خمسة أسئلة فقط بمعنى اني لن أدخل السحب، وهذا احتيال من قبل هذه المؤسسة فلو كنت مجيبا عن جميع الأسئلة لقالوا لك مثل ذلك حتى لا يقعوا في ورطة فيما بعد فهذه حيلة مكشوفة !).
يقعون في شر أعمالهم !
ومن جهته يقول : إبراهيم ناصر :(أنا بظرف أسبوع واحد فقط تلقيت أكثر من عشر رسائل من أرقام خارج البلد تقول مبروك فزت بجائزة في أحد الصناديق أتصل على الرقم التالي
(... ) وابحث عن الصندوق..وبرسالة ثانية مبروك أتصل لاختيار جائزتك وبرسالة ثالثة دعاية قناة غنائية على النايلسات تطلب مني الاتصال على رقم (... ) والمشاركة في مسابقة الملايين وغيرها رسائل كثيرة تصل إلى حد الإزعاج) ويضيف ناصر : (أنا رجل أفكر بعقلي ومستحيل أن أصدق هذه الحركات، وأن أتصل في مثل هذه الحالات لكن المشكلة اذا وصلت هذه الرسائل لأطفال أو شباب مراهقين فأكيد سيصدقون كلام الملايين ويتصلون والنتيجة فاتورة تضرب الظهر)
يسخر عبد العزيز الغامدي من هؤلاء الذين ينخدعون بتلك الرسائل فيقول : المشتركون في تلك الخدمات والقائمون عليها ينطبق عليهم قول المثل: (رزق الهبل على المجانين) ويضيف : ( بالنسبة للدولةوشركة الهاتف ما أظن لهم أي دخل بالمتضررين لأن (القانون لا يحمي المغفلين والسذج !!).
وأما عن حجم هذه الرسائل فإن ذلك يتبين من خلال أعداد مستخدمي الهاتف في العالم، وبالذات في ظل تزايد مستخدمي الهواتف المحمولة، ففي المملكة العربية السعودية تفيد آخر الإحصاءات بأن عدد مستخدمي المحمول تجاوز العشرة ملايين مستخدم، وأما الحجم الفعلي لمتلقي الإعلانات عبر المحمول يومياً فهو بمئات الآلاف على أقل تقدير.
كيفية الإعلان عبر المحمول عن طريق رسائل SMS
يعتبر الهاتف المحمول من أهم وسائل الاتصالات والإعلان الحديثة التي لا غنى لكثير من الناس عن اقتنائها واستخدامها بجميع طبقاتهم وشرائحهم لكلا الجنسين (ذكورا، وإناثا) وبهذا تلعب الرسائل الإعلانية عبر الرسائل القصيرة للجوال دورا بارزا بالترويج الدعائي.
تمتاز خدمة إرسال الرسائل القصيرة بعدة مزايا أبرزها إمكانية التواصل باللغتين العربية والانجليزية، والوصول بسرعة وبشكل مباشر للجمهور المستهدف أو القادر على اتخاذ القرار، وهي مرشحة لأن تلقى رواجا أكثر في مقبل الأيام لدى مستخدمي المحمول لأنها تمتاز أيضاً بانخفاض تكاليفها مقارنة بمردودها.
وعلى جانب آخر يشير الخبراء في عالم الدعاية والإعلان إلى أن أكثر المشكلات التي تواجه هذه الوسيلة الإعلانية عدم التقنين في الاستخدام والعشوائية، ويحذرون من أن يكون الفشل ملازما لهذه التقنية، يقول أحدهم :(هذا الأسلوب يتطلب تخطيطا جيدا على المدى البعيد كيلا يفشل مستقبلا).
وتعمل كبرى شركات الاتصالات على انتهاج حل مثالي يتمكن بمقتضاه المعلنون التجاريون من إرسال رسائل نصية إلى مستخدمي الهاتف الذين يقبلون ورود مثل هذه الخدمات المعلوماتية إلى هواتفهم، كما تبحث الشركات أيضا إمكانية استهداف مستخدمي المحمول في مناطق معينة بذاتها, وذلك لتعرض عليهم إعلانات لأصحاب المحلات التجارية المجاورة لهم.