* معرض الرياض الدولي للكتاب.. انطلق بنجاح مبهر في العام المنصرم من داخل أروقة وزارة التعليم العالي بتنظيم وأداء سيخلدانه في الذاكرة مثلما خلدت الجنادرية (الأولى) كفعل ثقافي حقيقي يؤسس ويعزز الوعي بالحوار والثراء.. قبل أن (تؤثر السلامة) وتصبح أداءً مكروراً لا يخدم السياق الثقافي ولا يقترب مما يريده المجتمع بصدق ومكاشفة!
* هذا العام انتقل المعرض إلى ملاك وزارة الثقافة والإعلام.. كخطوة منطقية للغاية.. إذ إن مثل هذا النشاط تقع مسؤوليته بصورة مباشرة على وزارة الثقافة والإعلام شأننا في ذلك شأن جُل بلدان العالم.
* كان معرض العام المنصرم كما أشرت علامة وانطلاقة مهمة وحقيقية.. تركزت أهميتها في المحاضرات والندوات التي صاحبت المعرض إلى جانب الأفكار التكريمية التي خلقها المسؤولون عن المعرض من وزارة التعليم العالي بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام قبل أن ينتقل إلى ملاكها بصورة كاملة.
** (الثقافية) سألت الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام عن طبيعة الندوات التي ستصاحب المعرض وأهم عناوينها وما الذي ستدور حوله؟
** الدكتور السبيل أجاب قائلاً: بطبيعة الحال سيكون هناك نشاط ثقافي منبري يتمثل في عدد من المحاضرات والندوات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي الثاني للكتاب.. وستتمحور حول الكتاب بشكل رئيسي؛ التأليف والنشر وما إلى ذلك.. سيكون هناك عدد من الفعاليات المنبرية أهمها ندوة حول النشر وأيضاً ندوة عن الموسوعات.. كذلك ستكون هناك ندوة عن الرواية العربية المكتوبة بلغة أجنبية.. كما ستكون هناك ندوة حول الكتب الصادر عن الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. بشكل مجمل لن تكون فعاليات المعرض المنبرية خارج نطاق الكتاب.
** عندما سألنا الدكتور السبيل.. عن مسألة إيثار وزارة الثقافة والإعلام السلامة باختيارها الكتاب محوراً أساسياً للندوات المصاحبة للمعرض هذا العام وابتعادها عن الفعاليات التي تلامس نبض الثقافة الاجتماعية من خلال التوجهات الثقافية والفكرية للتيارات التي تشكل السياق الثقافي والمعرفي في المجتمع.. أجاب الدكتور السبيل.. بأن الوزارة لا تعنيها جوانب الإثارة لما تقدمه بقدر ما تهتم بطرح رؤى وأفكار تأتي في صلب الهم الثقافي.. قائلاً: الندوات والمحاضرات التي ستصاحب المعرض لن تكون خارج نطاق الكتاب لأن الحدث الذي نحن بصدد الحديث عنه هو معرض الكتاب ومن الطبيعي والمنطقي أيضاً أن تأتي هذه الفعاليات المنبرية في نطاق الكتاب والمسائل المتعلقة من نشر وتأليف.
** جدير بالذكر أن هناك من يتحدث بإلحاح عن أهمية أن يستمر معرض الكتاب فيما انطلق به بعيداً عن التخوف والتردد وبعيداً عن مبدأ (إيثار السلامة) وما حدث في معرض الرياض الدولي للكتاب من تشنجات وتصادم وأيضاً ما حدث في أسبوع كلية اليمامة الثقافي هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إشاعة ثقافة الحوار والاختلاف.. وما صاحب تلك الفعاليات من تطاول أو شغب لا يجعلنا ننكفيء أو نتراجع عما من شأنه الارتقاء بثقافة الحوار والتعدد والقبول.. مؤكدين على أن يستمر المعرض في طرح الثقافة الحية الجادة تلك التي تلامس نبض الشارع الثقافي والفكري بعيداً عن تأثير بعض العناصر على المسيرة الحقيقية التي ننتظرها من هذا الحدث المهم.
** ويبقى السؤال: لماذا يؤثر معرض الرياض الدولي الثاني للكتاب مبدأ السلامة وينأى بفعالياته المنبرية عن نبض الثقافة الفكرية الاجتماعية السائدة وتياراتها العريضة؟.. ليكرر بذلك تجربة الجنادرية..؟!