استوقفني إعلان كبير ورد في بعض الصحف في الفترة الماضية صادر عن أمانة الدمام.. فحواه توجيه الدعوة للفنانين التشكيليين للمشاركة في المسابقة الضخمة التي تنفذها الأمانة لتقديم تصاميم لمجسمات جمالية مختلفة لتنفيذها في كافة مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، وقد وضعت الأمانة شروطاً وضوابط لهذه المسابقة بما في ذلك تخصيص مبالغ مالية وتقدم جوائز تشجيعية للتصاميم الفائزة يهمنا كتشكيليين ومهتمين بالجمال هذا التوجه الجمالي من قبل أمانة مدينة الدمام وقد سبق أن طرح هنا وفي مكان آخر دعوات للاهتمام بالمجسمات والتراكيب الجمالية التي تنفذ عادة في الميادين وتقاطعات الطرق والحدائق والشوارع الرئيسية وواجهات البحر في المدن الساحلية أقول سبق أن وجهنا الدعوة عبر هذه الزاوية إلى كافة أمناء ورؤساء بلديات المدن والمحافظات إلى أهمية الاهتمام بالجمال وأهمية توظيف الفن التشكيلي للمساهمة في إضفاء الجمال على الميادين الرئيسية والطرق والكورنيش وخلافه بدلاً من تركها صماء هكذا بلا حياة. وكنت قد أوردت مثالاً حياً للأثر البصري والجمالي الذي تتركه مثل هذه المعطيات الجمالية في عين المتلقى سواء كان من أبناء المدينة أو الزائر العابر ومدن ومحافظات المنطقة الشرقية تتنوع من حيث بيئاتها، فنجد البحر بمعطياته الزاخرة والمناطق الزراعية والواحات والمدن الصناعية والسهول الرملية وكافة المعطيات البيئية والتراثية والتي بالإمكان توظيف عناصرها في خدمة الأفكار الرئيسية لهذه المجسمات. أعود إلى المثال الحي الذي سبق وأن أوردته وهو مدينة جدة التي يحق لنا أن ننعتها بمدينة المجسمات نظراً للكم الهائل من المجسمات الجمالية التي تم زرعها في واجهات البحر والميادين والطرق وخلافه أن هذه المبادرة الجمالية من أمانة الدمام والتي جاءت بتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة هذا الرجل الذي جمّل المنطقة الشرقية وقام فعلاً بنقلها نقلات حضارية واسعة.
تحية لأمين مدينة الدمام على هذا الفكر الجمالي الراقي وكنت أتمنى أن تمتد هذه المجسمات إلى محافظات الشرقية الأخرى مثل حفر الباطن والخفجي وغيرها. أكرر الدعوة مرة ثانية وثالثة للسادة أمناء المدن الأخرى ورؤساء بلديات المحافظات إلى توظيف الجمال في خدمة المشاريع المتعددة وحبذا لو يتم دعوة فناني منطقة كل أمانة أو بلدية للمساهمة في ذلك من خلال طرح الأفكار والمقترحات والتصاميم وخلافه بدلاً من هذه الاجتهادات العشوائية المكررة كأن تشاهد دلة أو مبخرة أو نافورة تقليدية مع اعتزازي بكل معطيات تراثنا الأصيل إلا أنني آمل أيضاً أن يكون لهذه المجسمات ميزة المسايرة للعصر والتطور الفكري والتقني كان توظف المعطيات التراثية الأصيلة وفق مجسم يحتوي على كل مشاهد الأصالة والمعاصرة.
