ثلاثة أشهر فقط هي عمر مجلس الإدارة الجديد للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وهي مدة قصيرة لا يمكن أن تكون كافية للمجلس لكي ينفذ تطلعاته أو يبين توجهاته بل هي ليست كافية لكي يقرأ المجلس الجديد واقع الجمعية حتى يستطيع أن يحدد رؤاه ويرسم خططه، ومن حقه علينا أن نصبر عليه قليلاً حتى ينظر بعين متبصرة الواقع ويحدد الاحتياج ومن ثم يرسم الخطط، ومن حقه علينا أيضاً أن لا نبخل عليه بالمشورة والرأي والملاحظة التي قد تسهم في تلمسه للطريق تحقيقاً للأهداف المرجوة، ولعل أبرز ما يجب أن يقوم به مجلس الإدارة هو رسم الهيكلية الإدارية وإقرار اللوائح التنظيمية المالية للجمعية وهذا ما أكده سعادة رئيس مجلس الإدارة أكثر من مرة في اجتماعاته ولقاءاته وظهر عملياً عقب اجتماع مجلس الإدارة بمديري الفروع الذي عقد في جدة حيث بدت الجمعية بإعادة تشكيل اللجان، والأمر الأبرز في نظري أثناء إعادة التنظيم الإدارة هو دراسة إمكانية تفريغ مديري الفروع حتى يتمكنوا من أداء مهامهم بالشكل المطلوب حيث إن عدم التفرغ من أبرز معوقات عملهم حيث يتظارف أحياناً ومتطلبات أعمالهم الوظيفية الرسمية.
كذلك من المهم جداً أن يكون في الجمعية وحدة للتخطيط لرسم خطط طويلة المدى حيث إن الملاحظ أن جل خطط الجمعية في السابق هي خطط قصيرة المدى وتركز على البرامج السنوية وعلى تنفيذها ويستهلك ذلك جل جهودها دون أن تراعي الخطط الطويلة فعلى سبيل المثال في مجال المسرح ماذا لو وضعت خطة إستراتيجية لإعداد كوادر مسرحية مدربة خلال الأربع سنوات القادمة بحيث نتوقع أن يكون لدينا بعد خلال هذه السنوات الأربع عدد مفترض من المخرجين تلقوا تدريباً متقدماً (في الداخل أو الخارج)، كذلك في مجال التمثيل، والسينوغرافيا، والمواد التقنية الأخرى، تم تدريبهم. كذلك يمكن التنسيق بين وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم العالي لإدراج المسرح والفنون التشكيلية والموسيقية، والتراث ضمن التخصصات التي يشملها برنامج الابتعاث الحالي الذي تنفذه وزارة التعليم العالي.
لا شك أن هذه المقترحات لم ولن تغيب عن أذهان السادة أعضاء مجلس الإدارة.