الثقافية - خلود العيدان:
في تموز 2011 بدأت الحكاية، وتأسست مبادرة تغريدات في إطار سعي جاد وهادف لإثراء المحتوى العربي الرقمي سواء المرئي، المكتوب أو المسموع، وبإيمان شديد بأن «مسؤولية زيادة هذا المحتوى – كماً وكيفاً – تقع على عاتق المستخدم العربي في المقام الأول».
المتابع لسحر هذه المبادرة سيجد أنها على الأرض حقيقة فاعلة وليست حروفاً منسقة بعناية في الفضاء الإلكتروني، أيد وعقول تعمل بهمة ودراية، آلاف المتطوعين العرب في أكثر من ثلاثين دولة حول العالم يشاركون في البناء ويؤمنون بالهدف الأقوى للمبادرة، وهو «التحوّل من ثقافة الاستهلاك للمحتوى العربي الضئيل والفقير على شبكة الإنترنت إلى ثقافة الإنتاج لتحفيز المستخدم العربي على التفكير والتواصل والتحدث والكتابة باللغة العربية».
يتابع أكثر من 148 ألف حساب المبادرة على (تويتر)، ووفقاً للموسوعة الحرة فقد اختلت مبادرة تغريدات في آب 2012 المركز الثاني عشر ضمن قائمة أقوى 25 فكرة تكنولوجية رائدة على مستوى الشرق الأوسط، كما احتلت المركز الخامس ضمن أعلى 100 حساب عربي غير شخصي على تويتر من حيث التأثير والتفاعل مع المتابعين.
المتصفح لموقع المبادرة taghreedat.com سيلفت نظره -لا شك- أسماء الجهات التي تعاونت معها المبادرة، ومنها: شركة تويتر، مؤسسة تيد، وشركة جوجل وغيرها. كما سيبهره ثقل المشاريع المطروحة مثل: تعريب تويتر والفيديوهات على اليوتيوب (Subtitling)، تعريب موقع TED العالميّ، مشروع تعريب مقاطع الفيديو التعليمية لأكاديمية خان والتي تعد أكبر مدرسة رقمية في العالم، مشروع إثراء ويكيبيديا العربيّة، الكتاب العربي الرقمي المجاني ومشروع المُعجم العربي التقني التطوعي وغيرها من الجهود المذهلة.
التطوع بين يدي (مبادرة تغريدات) ليس عملاً لحظياً أو إحساساً سريعاً بنشوة تقديم خير ما، إنه جهد كبير يصنع تغييراً حقيقياً، يجمع همة المهتمين باللغة العربية أياً كانت الأرض التي تضمهم وأياً كان التوجه.