في الحقيقة لقد كان لي موقف لا أنساه طيلة حياتي مع معالي الشيخ جميل الحجيلان، حيث كان أول وزير للإعلام، فقبل أربعين عاماً من الآن وبالتحديد في عام 1390هـ عندما تقدّمت بطلب قبولي كمذيع في الإذاعة وإجراء تجربة صوتية لي وعرضت التجربة على معاليه فلم يوافق عليها وأصررت على مقابلته وتقديم الطلب إليه مرة أخرى لرغبتي الشديدة في أن أكون مذيعاً وقد تهيأ لي مقابلة الشيخ الحجيلان في مكتبه بفرع وزارة الإعلام بجدة وعندما تقدّمت لمعاليه وقدّمت له طلبي عرفني وقال لي لقد عرضت عليّ التجربة وصوتك يشبه صوت ياسر الروقي ولكن يبدو أنك خائف ومرتبك ولكن أمام إصرارك هذا وطموحك فإنه لا مانع من إعادة التجربة لك وإعطائك فرصة أخرى وأمر معاليه المسؤولين بالإذاعة بإعادة التجربة وعرضها عليه وتمت إعادة التجربة الصوتية أمام دهشة المسؤولين بالإذاعة لإصراري وطموحي وجرأتي طلباً لدى معاليه فأصدر قراره بتعييني مذيعاً في الإذاعة عام 1390هـ فكانت فرحة عمري بهذا القرار وتحقيق أمنيتي بأن أكون مذيعاً فهو حلم حياتي منذ نعومة أظفاري، والحمد لله فقد قضيت خمسة وثلاثين عاماً في الإعلام خلف الإذاعة والمايكروفون والتلفزيون حتى أحلت إلى التقاعد عام 1424هـ.
* رحمه الله