الشيخ جميل الحجيلان كان رجلاً عظيماً بمعنى الكلمة من أولي العزم ويهتم بكل صغيرة وكبيرة، حتى أنه لما بنى برج الإذاعة في عهده كان يهتم به وكأنه ملكه ويقف عليه إلى أن بني وحتى عندما بني ونقلت إليه الإذاعة، وكان مكتبه فيه، كان مهتماً جداً بهذا المبنى وكان يتجول في كل نواحيه .. رجل قيادي ورجل عظيم وذو ثقافة عالية، حيث كان يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة ورجل بسيط لا يحب الظهور والمباهاة، وكان لا يرد أحداً عن مكتبه فبابه مفتوح ويناقش من يراجعه في أي شيء ويقتنع، ومهما قلت عنه فلن أوفيه حقه.
كنا في الإذاعة من الممثلين الذين يحبون عملهم وكنا حريصين على عملنا وكان معاليه معجباً بهذا السلوك وعنده مصلحة العمل فوق كل شيء وكان حريصا على نظافة الإذاعة.. أذكر أنا ومحمد صبيحي بدأنا في التلفزيون أسود وأبيض، ومن المذيعين الرائعين د. بدر كريم وهو مذيع لم يأخذ حقه، وقد كان يسجل برامجه ويمنتجها ولا يرتاح ولا يريح ولا يدع صغيرة ولا كبيرة، وكان له برنامج دعوة الحق كان عبارة عن كلمات من خطب الملك فيصل - رحمه الله - في زياراته لدول آسيا واهتمامه بالدعوة الإسلامية وقد نجح البرنامج نجاحاً باهراً.
أما العنصر النسائي فقد كانت له بداية رائعة ومن الأسماء في تلك الفترة سلوى الحجيلان شقيقة معاليه وحرم المرحوم عباس فايق غزاوي وفاتنة أمين شاكر، حيث كانت أياماً مزدهرة حيث كان معاليه حريصاً على العمل ويعتبر أبا الإعلام السعودي. ثم انتقل للمجال الدبلوماسي سفيراً وأميناً لمجلس التعاون الخليجي وكان ناجحاً في كل ما أوكل إليه من مهام.