Culture Magazine Saturday  21/09/2013 G Issue 412
الملف
السبت 15 ,ذو القعدة 1434   العدد  412
 
الدبلوماسي الإعلامي المكافح
محمد علي قدس

 

وهل بإمكاننا أن ننسى دور هذا الإنسان المكافح الطموح، فهو الحقوقي الدبلوماسي الإعلامي السياسي المثقف، فمنذ حصوله على شهادة الحقوق من جامعة فؤاد الأول (القاهرة) عام 1950م، وهو يواصل طموحاته حتى استطاع أن يصبح وزيراً ثم سفيراً ثم وزيراً، فأميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي، وهذا ما جعل تجربته ثرية في كل المجالات التي عمل فيها وتبوأ مناصب قيادتها. وقد كان من أقوى المرشحين لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) خلال الفترة من 2009 إلى 2013، إلا أن المناصب الأممية مهما كانت قوة ومكانة وكفاءة المرشحين لها من العرب، تصبح في حكم المستحيل، في ظل التكتل الأوروبي العنصري، واللوبي الصهيوني الذي يمارس ضغوطه ونفوذه في الدول التي تصنع القرار. فمن كان الأجدر من جميل الحجيلان لهذا المنصب بثقافته وخبرته ودبلوماسيته؟

نحن كإعلاميين لا ننسى دوره في تأسيس النهضة الإعلامية، فبعد صدور قرار تعيينه مديراً عاماً للإذاعة والصحافة والنشر، خلفاً لمعالي الأستاذ عبدالله بلخير رحمه الله عام 1383هـ، بدأت مسيرة الإعلام عبر قنواته المكتوبة والمسموعة والمرئية، تأخذ منعطفها التاريخي في بلادنا، ففي عهده بدأت شبكات الإذاعة والتلفزيون في البحث المباشر ببرامج قوية وهادفة، وبدء بنظام المؤسسات الصحفية. ومن ثم أصبح جميل الحجيلان أول وزير للإعلام عام 1391هـ، فهو بحق كان من أوائل الذين أرسوا قواعد الإعلام في المملكة، وحقق الكثير من الإنجازات بدعم من جلالة الملك فيصل رحمه الله. والذين عملوا مع الأستاذ الحجيلان، ومنهم الإعلامي والدبلوماسي الراحل الأستاذ عباس فائق غزاوي والدكتور بدر كريم، يؤكدون أنه كان جاداً في عمله صاحب همة في الابتكار والتجديد ومن أصحاب المبادئ. وذكر الأديب الراحل الأستاذ عبدالله الجفري الذي كان يعمل في إدارة المطبوعات في الوزارة، أنه كوزير للإعلام، كانت له أولويات غيرت مسيرة الإعلام ومنهجيته إذ..

- انتشرت شبكات التلفاز في مناطق المملكة.

- أشرك المرأة في عمل الإذاعة والتلفزيون مذيعة ومقدمة برامج.

- صدر في عهده نظام المؤسسات الصحفية وألغى صحافة الأفراد.

- قام بدعم التلفزيون لإنتاج برامج تاريخية ودينية وأفلام وثائقية محلية.

والأستاذ الحجيلان كما ذكرنا صاحب فكر ورؤية وذو ثقافة واعية، فمن خلال مقالاته وتحليلاته السياسية التي كان ينشرها وجمعت في كتابه (الدولة والثورة)، ندرك أنه كما كان فذاً وجريئاً في أعماله وإنجازاته، كان أيضاً مبدعاً في فكره وعطائه.

وخلال العامين 1976 و1995م انتقل بخبرته لمجال الدبلوماسية الواسع، حيث أصبح سفيراً لبلاده في فرنسا وأصبح عميداً للسلك الدبلوماسي في باريس، إلى أن اختاره زعماء وقادة دول الخليج في القمة الخليجية (14) في مسقط، ليكون أميناً عاماً لدول المجلس، وأدار بحكمة ودبلوماسية بحنكته وخبرته دفة الوفاق الخليجي، مما هيأ للمسيرة الخليجية ما حقق لشعوبها ودولها ما تنعم به من خير ونمو واتفاق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة