رعت قاعة تراث الصحراء في الخبر منذ أسابيع معرضاً شبابياً حضر إلى الخبر من الرياض وجدة والبحرين ومواقع أخرى، يميز المعرض النَفَس الشبابي ابتداء بالمنظمين وليس انتهاء بالمشاركين، فقد سعى المشاركون إلى تقديم أعمال تنتمي إلى شيء من التوجهات الأخيرة التي توظف الفكرة أو الخامة بجانب أعمال اللوحة القماشية المعلقة، نجلاء السحيمي ورنيم بخاري هما القائمتان على المعرض، أما المشاركون وحتى الحضور يوم الافتتاح فهو من جيل شاب يتطلع إلى الغد بكثير من الأمل والعمل الجاد، النظرة العامة للمعرض تبدي سعيا إلى حداثة، تظهر في الرسومات على حوائط القاعة إلى توظيف خامات بلاستيكية عند زهره المتروك في تدليل عن الحركة وربما الطيش الذي توظف له قارورة مستهلكة تلتصق أطرافها على قطعة بلاستيكية وبتلوين يأخذ من فوران قارورة الكولا، الأمر يختلف عند آخر وهو يعلق ملاعقه الفضية والذهبية المزخرفة على حائط يسمح للزوار بكتابة اسمائهم وسط كل ملعقة وذكرني هذا بفكرة منال الضويان التي استقطبت سيدات في المنطقة الشرقية والرياض وجدة لكتابة اسمائهن على البيض تعبيرا عن التحرج من ذكر أسماء النساء الأم أو الأخت أو خلافه، اللوحات المعلقة ليست أفضل من الأعمال الأخرى فهناك محاولات لم تزل في مهدها، الأفكار الجديدة في المعرض تتقدم على استحياء كتجارب أو محاولات أولى وهي في الواقع خطوة قد تؤسس لمبادرات قامة تأخذ بهم إلى ورش فنية يتبادلون فيها الخبرات مع فنانين اشتغلوا على نفس التوجهات وحققوا نتائج لافتة، هذه المحاولة في منطلقاتها احتاجت إلى نوع من التمييز والاختيار، وقد تحدث مع نجلاء ورنيم عن أهمية ذلك للأعمال وليس فقط الأسماء، أعادني المعرض إلى ما قدمته مجموعة حافة الصحراء أخيراً في جدة وقد استقطبت بعض الفنانين الشباب الذين كما يبدو لي تم توجيههم والاختيار منهم بما يكفل نتيجة أفضل أو على الأقل مقبولة في مسار ما هو مطروح، وهو توجه نرى ان بعضا من فناني المملكة يسلكونه لكن الشباب الجدد بحاجة كبيرة إلى خبرات ومعرفة تؤهلهم لذلك على المدى القادم على الأقل.
solimanart@gmail.com