هَطَلَتْ عليْكِ بَواكِرُ الرَّحَماتِ
وغَدَتْ إليْكِ نَسائِمُ البَرَكاتِ
وتَعَهّدَتْكِ مِن الإلهِ لطائِفٌ
وتَقَبَّلتْكِ رضَيَّةُ الدّعَواتِ
ورَعَتْكِ من جَفْنِ السَّحابِ دُموعُهُ
شَوْقاً لِمُوسِيقِيَّةِ الخَطَواتِ
لا تَسْألِينِي أيَّ حُسْنٍ زُرْتُهُ
ورهَنْتُ في سِحْرِ العُيونِ حَياتي
وقَطَفْتُ مِن وَرْدِ الشِّفاهِ بَراعِماً
ورَوَيْتُ مِنْ ظَمَإِي جَفافَ لَهاتِي
وغَرَسْتُ أزْهارَ الوِدادِ بِرَوْضَةٍ
تَحْنُو عليَّ بِعاطِرِ النَّفَحَاتِ
1
وسَريْتُ في أَرْيافِها مُتَرَنِّماً
وتَلَوْتُ في مِحْرابِها آيَاتِي
وعَزَفْتُ ألْحَانِي بِسِحْرِ عُيونِها
فَتَكَثَّفَتْ في جَفْنِها آهَاتِي
لمَّا لَمَحْتُ الّلَيْلَ يَطْرُدُهُ السَّنا
وبَوارِقَ الإسْفارِ في لَمَحَاتِ
ودَّعْتُها فَتَعَلَّقَتْ في عاتِقِي
هَلاَّ مَكَثْتَ نُسارِقُ الَّلَحَظاتِ ؟
وَقَفَتْ على مَجْرَى الدُّمُوعِ دُموعُها
وكَأنّها مَغْلولَةُ الحَرَكَاتِ
دَعْني أُفَرِّغْ في عِناقِكَ لَوْعَتي
وأَفُكُّ مِنْ أغْلالِها صَبَواتي
2
سُحْقاً لِلَحْظاتِ الوِداعِ فَإنّها
تُبْدي خَفِيَّ الشَّوْقِ والنَّزَعاتِ
عَزَفَتْ على ضَعْفي بِفَيْضِ دُموعِها
فتَلعْثَمَتْ مِن شَوْقِها خطَواتي
قَالَتْ وظِلُّ الّليْلِ يَسْحَبُ خَطْوَهُ:
هَلاَّ رَأَفْتَ بِساكِنِي السَّرَواتِ؟