انقضى الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين كما كان سابقه، وبعض الأمنيات لازالت في قائمة الانتظار، قد يكون هذا محبطاً للبعض ولكنه ليس النهاية. وما يحدث من إخفاقات ليست ذريعة لاعتناق التشاؤم وترديد الكلمات البائسة التي تخلق جواً يؤثر بسلبية على النفوس التي تكابد لإثبات تميزها، في مجتمع لا يؤمن تماماً بقيمة الإبداع الفني، وبما يخص الفن التشكيلي الذي تمثل حضوره من خلال المعرض المصاحب لمقتنيات الوزارة من أعمال فنانين وفنانات سعوديين، إلى جانب الجلسة الخاصة بمحور الفن التشكيلي. كانت الفرصة الأجمل للقاء عدد من الزملاء والزميلات من خارج الرياض. ولو لم يكن من ثمرات الملتقى سوى لقياهم لكفى، فنحن بحاجة لمثل هذه اللقاءات الدورية كل عام، حيث كان ملتقى المثقفين الأول في عام 1425هـ، وأعتقد أنّ الفترة الزمنية الطويلة غير مناسبة، ولو كانت متقاربة لرأينا إصلاحاً لحال عدد من الجمعيات التي ينقصها تواصل أعضائها بين فترة وأخرى. وأتعجّب ممن يبقى بعيداً عن حيّز تلك الجمعيات، ويكتفي بما يتم تناقله من أحاديث المجالس، ثم يأتي ليفنّد الأوضاع ويصدر الأحكام؛ الوضع ليس سيئاً تماماً وإذا تجنب الجميع القيام بمبادرات إيجابية نحو إنجاح جمعية التشكيليين، فمن سيقوم بذلك إذن! التجارب الفنية الفردية ناجحة في أغلبها بل وصلت إلى العالمية لكن ماذا عن تجسيد كيان سعودي للفنون البصرية يشار إليه بالبنان؟ هنا يأتي دور التفاعل والحوار بشكل منظم وصياغة آلية واضحة لصناعة المنجز الثقافي بالوقوف على ما سبق تقديمه وتقييمه بموضوعية، وإتاحة الفرصة لكل الآراء المتعلقة ودراسة مدى جدواها. والأهم بعد هذا كله؛ متابعة التطبيق ومدى تقدمه. الجميل ما لاحظته في الملتقى الثاني هو توحد مطالبات التشكيلين والتشكيليات معاً، بخلاف ما كان في الملتقى السابق من إفراد مطالبات خاصة باسم التشكيليات.
Hanan.hazza@yahoo.com