اهتفي لله يا أرض اللقاءْ
وتوجعي لدمشقَ صبحا ومساء
واستبدلي حبَّ الخصوبة
في زمان الصمت والوجع العصي
بأنثيات من دماء
اهتفي لله يا أرض اللقاء
فلزائريك تحيةٌ أخرى
ليست سلاما أو بقاء
دقي طبول الفرح لاستقبالهم
ولتقبلي فينا إذا حلوا العزاء
طوبى لمن يتألمون
طوبى لمن خلوا الحياةَ فناءهم
والموتَ فوق حروفهم نبضَ الحياة
طوبى لمن يتكلمون
فيصرخون
فيبعثون الحب في صمت الجبال
أدعوك يا أنشودة المدن التليدة
أن تنامي في هدوء
أن تشربي كأس انكسار قلوبنا
ووقوفنا متوشحين ببردة الشيخ الكبير
وسؤالنا العراف عن حلم بعيد وانتظار للمصير
أدعوك أن تتوسدي آلامنا وجراحنا
وتهدهدي أحلامنا فوق السرير
نامي وضمي كل أمواج التوجع
والرياح الغاضبة
وثقي بأن كلامنا صمت
وصهيلنا في الحرب أشبهُ بالخرير
ماذا يريد نفيرُ القوم من شعبٍ
قد قال: لا في وجه من ظلموا
ومن قتلوا.. ومن خنقوا العبير
ضاقت نفوس الأبرياء من الطواغيت اللئام
ذبحوا البراءة وجهَ أنثى
لطخوا أرض الكرامة بالبغيض وبالسقام
يا أيها النّفارُ حسبك
صورةُ الطفل الشهيد
صورةُ الرجل الذي قد جردوه
وقيدوه بالحديد
صوتُ النساء الباكيات
وهن يطلبن القصاص
يفقدن شبلا في المساء
فيجيء صبحٌ غادر
ليشيّع الشبل الشهيد
بما تبقى من رصاص
يا أيها النفار حسبك
ما نصبت من المشانق
ما ملأت من السجون
عذّبت من دَاوى الجريح
وتركت من شرع المجون
يا أيها النفار حسبك
ما جمعت من (الشبابيح) الضخام
هدموا الصوامعَ والمنازل
حاولوا قتل الكلام
خُدعت ظنونك يا أُعيم
صوت الغد العربي مقصلةٌ لآلاف اللئام
( سمّى ابنه أسدا وليس بآمن
ذيبا عليه إذا أطل الذيب)