رغم معاناتها التي كتبت عنها بشجاعتها المعتادة فقد ظلت الدكتورة «الشاعرة والباحثة والمبدعة» فوزية أبو خالد متصلةً بما اعتادته من أنشطة وما ألفته من تميز؛ فواصلت الكتابة في «الجزيرة»، وتواصلت مع الفعاليات الثقافية العربية وكانت حاضرة في معرض بيروت الدولي للكتاب، مثلما التزمت بإعداد أبحاث وأوراق عمل لمشاركاتٍ ثقافية وأكاديمية، وهو ما أرهقها كثيرًا واضطرت معه للزوم منزلها واحتاجت لبعض الوقت في المستشفى مستمدةً طاقةً عليا من إيمانها العميق بالله ومحبة مريديها وأصدقائها الكثر بألوان الطيف العربي وتواصلهم معها لا لتحكي عن معاناتها، وهي - بذاتها درسٌ عملي مهم على الرضا والصبر والعمل - بل لتتبادل معهم تجاربها الثقافية والحياتية الكبيرة بدءًا من منشأ الأسرة في «ملهم» و»حريملاء» وحياتها في جدة ومكة ودراستها في بيروت وبريطانيا والولايات المتحدة، وعلاقتها بأساتذتها وأصدقائها مثل خليل حاوي وهشام شرابي وحليم بركات وأدونيس وخالدة سعيد، عدا علاقاتها الوثيقة بالوسط الثقافي المحلي بنسائه ورجاله وشيبه وشبانه؛ ما يجعلها مكتنزة ثروة معرفية هائلة وسيرة ثرةً تستحق الرصد والدراسة والتأمل الدكتورة فوزية سعيدة بنجاح فيلم ابنتها المبدعة «طفول» (سحر أسود) وبحفيدها «عبدالرحمن ابن ولدها «غسان»؛ حفظهم الله جميعًا، وأعاد الدكتورة لجمهورها بخير وسعادة.