الثقافية - صالح الخزمري
ربما كان العام المنصرم 2011م من أخصب الأعوام من حيث الفعاليات بل كان له النصيب الأوفر حيث كان العام الذي شهد انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية وبالمقابل خيم الحزن على المشهد الثقافي إثر غياب عدد من الرموز الراحلين. فيما كانت المناسبات السنوية المعتادة تتكرر وبشكل جذاب وملفت للنظر حاملة الجديد والمفيد حيث شهدت الساحة فعاليات سوق عكاظ وما صاحبه من وهج ليس على المستوى المحلي فحسب بل تخطاه إلى العالمية وكذا مهرجان الجنادرية المتجدد دائما وكذا جائزة الملك فيصل العالمية. أما أنشطة الأندية الأدبية فكانت بين المد والجزر وإن لمعت أندية كنادي جدة الأدبي في أنشطته المتنوعة وتضل الملتقيات الثقافية السمة الأبرز والتي نظمتها معظم الأندية تباعا بعد أن كان السبق لنادي جدة الأدبي كما أن ناديي جدة ومكة سطرا الوفاء بعينه من خلال تكريم عدد من الرموز الراحلين. كما واصلت الصوالين الأدبية أنشطتها في عدد من مناطق المملكة وكان لها لمعانها وبريقها ومحبيها وخطفت الأضواء حينا من الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون العام 2011م سيظل يذكره المثقف السعودي بكل فخر إنه العام الذي حظيت فيه الأندية الأدبية بأكبر دعم في تاريخها من لدن خادم الحرمين الشريفين المتمثل في تخصيص عشرة ملايين ريال لكل ناد أدبي والتي بدون شك ستساهم في توفير المقرات الملائمة لهذه الأندية وتنشيط الحراك الثقافي ويفخر هذا العام أنه عام انتخابات مجالس الأندية الأدبية حيث كانت الانطلاقة من نادي مكة الأدبي تم توالت بعد ذلك جميع الأندية الأخرى ومع هذه النقلة إلا أن ثقافة الانتخابات لا زالت في بدايتها في مجتمعنا حيث شهدنا خلافات وطعونا وتكتلات في عدد من الأندية. وتضل وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية محضوضة بتعيين د. ناصر الحجيلان خير خلف لخير سلف وتعيين عبد الله الكناني مديرا عاما للأندية الأدبية اللذان بلا شك لهما توجهات ثقافية تصب في مصلحة الثقافة في بلادنا. أما الإصدارات فكان لها نصيب الأسد من خلال عدد من الإصدارات من عدد من دور النشر المحلية والعربية، كما أن الإبداع السعودي واصل حضوره وما فوز الروائية رجاء عالم بجائزة البوكر العربية عن روايتها طوق الحمام إلا دليل على ذلك، يضاف لذلك فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب والأنشطة المسريحة المتعددة وميلاد صحيفة الشرق بالمنطقة الشرقية وافتتاح مبنى إذاعة جدة وقاعة الشربتلي بنادي جدة الأدبي. ملتقى المثقفين السعوديين الثاني كان ختامًا لهذا العام الثقافي الذي تنوعت فعالياته وشهد الجديد برعاية مباشرة من الوزير الشاعر المثقف معالي د. عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، وبالمقابل شهد العام 2011م رحيل رموز ثقافية أحدثت فراغا وجراحا لا تندمل ولا يمكن للمثقف أن ينسى: عبد الله بن خميس وعبد الله عبد الجبار وعبد الكريم الجهيمان ومحمد صلاح الدين ومحمد صادق دياب ومحمد الثبيتي والإعلامي جميل سمان وغيرهم ممن رحلوا عن دنيانا رحمهم الله. وبدون أدنى شك أننا لم نحط إلا بالقليل من فعاليات وأحداث العام المنصرم ولكن هي إشارة فقط لبعض ما صاحب مشهدنا الثقافي في عام مضى.