Culture Magazine Thursday  20/01/2011 G Issue 330
ذاكرة
الخميس 16 ,صفر 1432   العدد  330
 
غاب ولم ينطفئ ومات ولن ينسى
غاب سيد البيد وأغلقت بوابة الريح
محمد الثبيتي 1952-2011م في ذمة الله
نصوص لذكراه

إلى الشاعر الثبيتي

منصور دماس مذكور
 



 

 

 

 

 

 

لقد عرفناك أيها الراحل ليس فجأةً قصيدة حية هامسة مترفة ناعمة تجلى فيها النشاز - بأبلج صورة- لمّا بدتْ مزيجة من الأمل والألم والفرح والأسى والحب واللا حب.

لقد عرفناك قصيدة أصفى من الصفاء وأحلى من الشهد.

داعبوا أناملها إطراءً فكانت أبلغ من الإطراء

ورموا عناقيدها كرهاً فاسَّاقطت أكرم من الكرم

وحاولوا إخفاء ملامحها فأضفوا لأصالتها المندمجة بروح العصر تألقا وجلالا.

إنك القصيدة المحيرة حقاً أيها الراحل ليس فجأة

أتدري لماذا؟

إنك القصيدة التي تحولت حروفها المنغمة الراقصة والوديعة المطربة إلى ألغام تفجرت في أكواننا لتكتب عباراتٍ لم تتضمن دواوينك لأنها ربما لم تخطر على بالك ولم يستصغها حبك الكبير وإحساسك الجدير مثلنا – تماماً- قبل أن تغادرنا أيها الراحل الحبيب.

ليس الأسى وحده نتائج الألغام المتفجرة في دواخلنا بل ثمة قصيدة تجمع أحاسيس لم يكتبها سوى رحيلك

ولم تكتمل فصولها إلا بعد التأمل في خطوات مشوارك وتوقف قطار نبضك الأنيق.

إنها القصيدة الممتلئة إحباطاً وبؤساً المحرضة ركوداً وصمتاً المشعلة تساؤلاً واندهاشاً المثيرة هموماً وانتكاساً الطاردة آمالاً وأحلاماً المتألمة ندماً وحسرة.

فهنيئاً لك أيها الراحل ليس فجأة حبَّا صادقاً من محبيك وهنيئاً لهم قصيدة كتبها رحيلك .

أيها الحبيب الراحل لك النعيم إن شاْء الله تعالى ولك أن تثق أن في أكواننا ضوءاً سيظل يبعث كل الدواعي لإكمال المشوار مهما كان حجم الضبابية ورغم انعدام الرؤية وإليك أيضاً

رحلتََ فارتجفتْ كلُّ المصابيح

تشكو الرِّياح وتشكو غربةَ البوح

ما الفرق بين جريحٍ عفَّ محتسباً

عن الصيَّاح وسالٍ غير مجروح؟

ألا ترى الصَّمتَ والآذان مغلقة

أولى وأفضل من كلِّ التصاريح؟

سافرتَ فاهنأْ بتوديع الضجيج إلى

غيبٍ .. فلطفاً – به - ..ربَّ المفاتيح

Dammas3@hotmail.com

***

(كل نفس تذوق المنية)
د/عبد الرحمن المحسني
 

 

 

 

 

 

 


 

فلات لنا الآن حين القصيدة

كنا، وكنا،

ولكن موت الثبيتي أتى!

.....

ويا رب كنا نؤمل في الشعر أن يستفيق،

وكنا نؤمل أن يستدر البقاء

ذهبت كل آمالنا في الهباء

هدم الشعر ركنه الأعظم

وبتنا على أوبة الأشقياء

وجاء النعي...

تداعت بنا ربة الشعر أن نتدارك ما ساح من حسرة الشعر حين عز العزاء..

***

قال لي.. سيد البيد قبل الرحيل
غرم الله حمدان الصقاعي

 

 

 

 

 

 


 

قبل أن يبلغ الموت غايته

قال لي..

هلا.. وقفنا على الماء

إن النهاية تعني ابتداء الطريق

وإن الرفاق

يظنون أن الحقيقة وهم

وإن الصداقات تعني الضياع

وإن الأماني حريق

قلت مهلا

فما زال في الحكي متسع

لا تقل.. ملّ مني الرفاق

سوف تحيا طويلا

وتبقى نبيلا

سوف

يعتادك الصدق خلا وفيا

ويختارك الشعر أوفى صديق

سيدي.. سيدي

كيف ننسى الذي صب في لغة الرمل

مهجته

فغدا الرمل خابية للكروم

وسقى النخل من ورده

فتساقطن حبات نور

من الوجد

مسكرة كالغيوم

كيف يخبو الضياء

وقد عطر الأرض

واستنبت الحلم مشتعلا

في سكون النجوم

إيه.. ريح الصبا

هل تناسيت من ساقك الفجر

من ضفة الغار

مستلما قبلة النور

حتى تدليت من نخلة بالعقيق

إيه... صحراءنا

كيف مرت عليك الشقوق

التي سطرت فيك

قافية

من سمو الجزيرة

من شمسها

والتراتيل في وجنة الفخر

ساقية من رحيق

صاحبي...صاحبي

كل يوم تعلمنا الريح درسا

جديدا

وعمرا فريدا

ونمتاح من اغتراب القوافل

لحن الخلود

لا تموت القصيدة

إن عطرت بحرها

بالفؤاد الجريح ابتداء

وبالروح هاربة

من سموم القيود

صاحبي

قد أدرت لنا مهجة الصبح

حتى بلغنا بها موطن الشمس

وسلكنا السماء

طريقا

اهتدينا بإيماءة البرق

وركبنا لها قاصفات الرعود

لن نعود

ووضاح لا زال بالقرب منا ينادي

وصوت المغني جريح

لن نعود

سوف نمضي وبوابة الريح تطلبنا

الوصل

مابين نخل وشيح

صاحبي لن نعود

وأنشودة الحب منا تنادي بقلب فصيح....

ما أصعب الفقد ما أقسى الغياب وهل

يغني التذكر عن فقد المحبينا

ما أقصر العمر إن ضاعت مطامحنا

زيف الحكايات لحنا في تلاقينا

ما أبعد الموت عن شعر سرى مثلا..

بنتم وبنا فما جفت مآقينا

قلت إذ عطل الصحب أخلاقهم

وتنادوا إلى قصعة مصبحين

ستجوعون ويبقى لنا بعدكم

كل فعل نبيل

لن تنالوا الخلود

ستعيشون في دهشة الفقد

لكن أرواحكم تتلظى

على قبس من جحود

إيه يا راحلا للسماء

كم تمنيت أن لا تكون

وكنت لنا البابلي

وكنت المغتني

وكنا على أثر الشعر

نمضي نردد ما قلته للحقول

سوف تبقى لنا

سيد البيد والشعر

فاتحة للنبوءات

تلهمنا الوقت

إن غربتنا الفصول

وتمنحنا الأرض

إن خاننا الدهر

أو استوت فوق أحلامنا

ناقصات العقول

امضِ إلى محراب شعرك والمنى قدري وتاريخي أمامي من لهفة بالروح من عطر ينز به الشمال وتنتشي طربا عظامي اشتق قافيتي وارسم في فضاء العمر ملحمة البقاء على السلام للشعر للحرف المغرد للصباح البكر للأشواق في ظلل الغمام امضِ وأنت هناك تكسو الشعر حلته وتمنحه البقاء على الدوام

(في ساحة العثرات

ما بين الخوارج والبوارج

ضج بي صبري

وأقلقني مقامي

فمضيت للمعنى

أحدق في أسارير الحبيبة كي أسميها

فضاقت

عن سجاياها الأسامي

ألفيتها وطني

وبهجة صوتها شجني

ومجد حضورها الضافي مناي

وريقها الصافي مدامي)

Ghms3@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة