تلقيتُ دعوةً خطابية من المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دولة قطر الشقيقة الدكتور» محمد مهدي أحمدي» للمشاركة في فعاليات مهرجان الشِّعْر العربي الدولي الذي تقيمه مستشاريته سنويا بحضور نخبة من الشعراء العرب والإيرانيين استجبتُ لتلبية الدعوة ويممَّتُ شَطْري تجاه الدوحة عاصمة الثقافية العربية الحالية وشاركتُ بنصين شعريين أشاد بهما سعادة سفير إيران في قطر عبد الله سُهرابي، وما لفت انتباهي من على منصة التقديم في قاعة الاحتفال التي غصت بالحضور رجالا ونساء ومن أعضاء السلك الدبلوماسي شغف الإيرانيين الفُرس لسماع اللُّغَةِ العربيَّة من لسان ٍعربيٍّ فصيح واستئناسهم بالألفاظ ِالعربيَّة المتداولة بينهم والمفردات الصوتية المُشتركة بين اللُّغتين العريقتين العربيَّة والفارسيَّة وتوحُّد الشِّعر العربي والفارسي ببعض التقطيعات العروضية المموسقة على نسق ٍ تنغيمي ملاحظ سمعياً فبمجرَّد أن قرأتُ البيتين الأولين إذ بالأديب الإيراني حميد رضا مهاجراني يدندن بينه وبين نفسه ب(فعولن، فعولن،فعولن، فعو) ... وذلك استشعرتهُ شخصيا مع قصيدة شاعر إيراني ألقى قصيدته الأعجميَّة فدوت ما بين مسمعي إيقاعاتها الموسيقية على وزن بحر الرجز الخليلي ممَّا يؤكِّد التمازُج الجمالي والتداخل اللّغوي بين الفنِّين الأدبيين حيثُ تتشكَّلُ مقامات العلاقات الثَّقافيَّة بين الدول بشتَّى الألسنة وتعدُّد اللَّهجات وما يتضمنهُ الأدبُ الرِّسالي من بيارق فكرٍ نهضويٍّ هادف يساهم في التَّقريب بين ما بين الشُّعُوب ومختلف الأُمم..
ومع متابعتي لفقرات المهرجان وتتالي القصائد والكلمات والعروضات الوثائقية والأهازيج الإنشاديَّة كنتُ أقلِّبُ في ذهني فكرة مهرجان الشِّعر المُحمَّدي العالمي أو المدح النَّبوي الذي ابتدأه شاعر الرسول الأكرم»ص» حسان بن ثابت واستأنفه البوصيري وأحمد شوقي وطاهر زمخشري وسواهم ممن نظموا في عشق النُّبوَّةِ والنبي حيث تتبنى الهيئات الثقافية في المملكة فكرة إقامة المهرجان سنويا من باب الدفاع عن نبي الأمَّة ونُصرة الحقَّ في الوقت الذي تتكالب فيه الأعداء لطمس إشعاعه والتَّشكيك في رسالته وتكون فرصة في تُرجُمَان العشق المحمدي الأصيل وتلاقح الإبداع العالمي في مجال الشِّعر الرِّسالي الهادف.
الاحساء