أرفض وضع المرأة ك(عبدة بيتية تهدر طاقاتها في كدح غير منتج إلى حد غير معقول ، حقير، مثير للأعصاب، مبلد وساحق الوطأة) (فلاديمير إيليتش)
* هذا ليس بنقد تشريحي أو موسوعي.. وإنما هو طقس من طقوس مملكة المرأة من خصوصية أدب المرأة العربية يا من يمر الآن على صمتي :
** المونولوج الداخلي ظاهرة متعمدة أم وسيلة للمتاح تفجيرًا للمكبوت والمخفي في أدب المرأة بشكل عام: المجتمع العربي روائي ديكتاتوري - فرض قراراته المتسلطة بتوزيع أدوار الرواية النجم الألق هو (الرجل) - الكومبارس: هي (المرأة) - الراوي: هو (الموروث الاجتماعي) فهذا الموروث فرض على المرأة العربية رحلة الاختباء والتهميش فأصبحت تعاني مخاضا لا ينتهي لكلمات وصرخات لن تولد.. مما جعلها عمقا ليس من السهل الوصول إليه، الخوف: مناخ عام.. الإضاءة: دموعها الصامتة.. والألم مواطن يلهو بقيعان خواطرها.
عندما ينام الراوي: لا يبقى سوى عينيها وشعاعهما الخاص.. ترسله على الأشياء والأحداث والشخوص.. تخلع أقنعة الابتسامات الزائفة والخنوع المراوغ على المشجب.. ترسم نصًا مغايرًا بأحلام اليقظة - فهي صاحبة العالم الداخلي والطاقة الكامنة التي تمنحها قوتها وصمودها؛ فترمم انكساراتها وتشيد مدينتها الحرة.. عالم افتراضي تعيد فيه صياغة النص.. تنكس المكبوت المتراكم عبر الزمن.. تعيد توزيع الأدوار ففي داخل رأسها آلاف الوجوه التي ما تزال تتحدث وتصرخ وتشخص عيونها المفتوحة المتشنجة في وجهها الغارق بالصمت الاضطراري. تركض بمدن الإبداع نافذة مشرعة للمونولوج الداخلي - صرخ وانتفض فوقع فوق الورق ألوانًا، أشكالاً، قوافي.
إن أدب المرأة معتمدًا اعتمادًا كليًا على الذاتية والعمق الداخلي لخصوصيتها.. فهل هذا نتاج انغلاق مجتمعاتنا الشرقية أم أنه امتداد لطبيعة المرأة ذاتها وإدراكها لكل فنون الألم ومعها خارطة لكل زوايا نفسها. «ما يحفز ويدفع على الكتابة غالبا الأمل ودائما الألم» (1)
ولأن الحوار الداخلي للنفس لغة ألاّ خوف، ألاّ خجل - ألاّ مجاملة - نوع من الصدق والحرية - فالإبداع بلا منولوج داخلي .. مطر فوق قبر ليس له شفاعة ولا منفعة.
وبعمق عوالمها الداخلية «في داخلك صوت يتعمق ، حتى اختلط بضجيج أمواج البحر» (2)
(آدم .. ماذا تخبئ وراء ظهرك؟!):
هذه هي العلاقة ما بين المرأة والرجل - الرد على القهر الوجودي العام الذي تمارسه عليها العلاقات الاجتماعية والأخلاقية والنفسية الذكورية «أنت إعصار، أيفخر الإعصار بالدمار الكامن فيه ؟» (3)
«إنني ألعن جسدي الأنثوي ، فبسببه لا ترون أني أملك شيئًا آخر أثمن منه بكثير» (4)
***
1) شيمة الشمري - كاتبة وقاصة سعودية - عضو فاعل في الجمعية العلمية السعودية للغة العربية
2) (وفاء العمير): كاتبة سعودية - من قصة (الحب والخراب)
(3) رجاء عالم كاتبة سعودية - من رواية (ستر)
(4) ناديا سانجار
الأسماعيلية