الحديث عنه حديث عن مرحلة شعرية فريدة لها طابعها الخاص وسمتها المتميزة، مدرسة امتزجت فيها روح الأصالة بمواكبة العصر لتخرج لنا مزيجاً رائعاً يبهر العين ويطرب الأذن ويرضي الذائقة، وإن رحل محمد الثبيتي فإن المشاعر تبقى تخلده والدواوين تصدح ببراعة شاعر فذ طالما أسعد المتذوقين وخلب شعره دواخلهم وشنفت مقاطعه الشعرية أسماعهم، ماذا عسى الحرف أن يصور؟ وماذا عسى المعنى أن يجسد مدى الفراغ الذي خلفه رحيل قامة سامقة من قامات الشعر في بلادنا الحبيبة؟ وإليكم هذه المقطوعة من شعر الراحل الكبير الذي هو بحق (نزار الصحراء) بعدما عرفنا نزار القباني:
هذا بعيري على الأبواب منتصب
لم تعش عينيه أضواء المطارات
وتلك في هاجس الصحراء أغنيتي
تهدهد العشق في مرعى شويهاتي
أتيت أركض والصحراء تتبعني
وأحرف الرمل تجري بين خطواتي
يا أنت لو تسكبين البدر في كبدي
أو تشعلين دماء البحر في ذاتي
فلن تزيلي بقايا الرمل عن كتفي
ولا عبير الخزامي عن عباءاتي
أنا حصان عصي لن يطوعه
بوح العناقيد أو عطر الهنيهات
قصيدة تنبض بالانتماء وحب الوطن الذي أعطى الجميع ومن ضمنه شاعرنا الكبير الراحل محمد الثبيتي -رحمه الله- ولعلي من هذا المنبر الأغر صحيفة (الجزيرة) أنادي بضرورة إطلاق اسم (محمد الثبيتي) على إحدى قاعات النادي الأدبي بالطائف إحياء لذكره وإبرازاً لدوره في ساحة الشعر.
* المشرف الثقافي بنادي حريملاء الرياضي
naged15@hotmail.com