هاهو العام 2011م يطب علينا في طرفة عين أو هكذا يخيل إلينا..! كنا بالأمس في عام قبله لكننا مع ذلك المثل:
- نعد الليالي والليالي تعدنا - إنه عام جديد تستقبله الدنيا.. والدول والشعوب والأفراد من كل لون وجنس بالطبل والزمر ويشترك في الاحتفال كل عام العديد من الدجالين وهناك الفلكيون والمنجمون ونحن نأمل أن تتحقق الأمنيات السعيدة الخاصة والعامة وأن يسود الخير والسلام.
- من يتابع حركة الأيام والبشر يظن أنه أمام مسرحية عجيبة يشارك الناس في صنعها ووضع أدوارها غير السعيدة وبعد ذلك يبكون في نهايتها المحزنة إنها تهريج في تهريج وها هو العام الجديد تراق فيه - دماء ودموع..!
لقد ودع العالم عام 2010م.. بالتوجع لأنه كان عاماً سيئاً وقعت فيه حروب ومظالم وكوارث وويلات كبيرة ولكن أحداً لم يسأل من الذي يلطخ وجه الزمن بهذا السواد..!
شيء جميل أن تكون أمنية الضعيف أن يقوى والجائع أن يشبع والمجتهد أن ينجح والسقيم دون أن يتوفر له العلاج والحب أن يسعد في حياته وأن لا تعتريه طريقة الأهوال.!
وشيء رائع أن تعمل الدول الضعيفة على التغلب على مصاعبها الاقتصادية وتحقق الرفاهية لشعوبها وأن تنتصر على تخلفها ولكن كيف يتحقق هذا المطلب العسير والدول القوية تريد عكس ذلك.
وهناك شعوب فقيرة مظلومة مستعبدة ترجو أن تتخلص من الفقر والظلم وتتحرر ولكن أعدائها لا يعترفون بذلك الحق وذلك الطموح..!
إذاً لماذا يحتفل العالم بالعام الجديد ويضيئون له الشموع ثم لم تتحقق فيه آمالهم وأمنياتهم؟!
والقوي بأي معنى من معاني القوة هو الذي يركب الزمن ويتحكم به ويستفيد منه ولذا فهو يحتفل بأعوامه السعيدة بطريقته الخاصة.
ولكن ما الذي يجعل الضعيف ينخدع بهذه الكذبة فيحتفل بالعام الجديد ويتمنى المستحيلات؟! ويهذي بالأوهام!
إذا كان لابد لهؤلاء السذج أن يحتفلوا بالعام الجديد فعليهم أن يحتفلوا في نهايته لا في بدايته وإذا كانوا يريدونه عاماً سعيداً فليخرجوا من جلودهم ومن أعمارهم الخاوية أولاً..! ويسدركون ماذا يخطط لهم من حولهم.
- إن الدنيا تسير في غير ما يريد هذا الانسان إلا من ملأ الله قلبه بالإيمان والرضى وحاول أن يرى من الدنيا جانبها المضيء.. لعلنا نكون من هؤلاء بحول الله وقوته!
t-alsh3@hotmail.com
الرياض