Culture Magazine Thursday  03/03/2011 G Issue 333
فضاءات
الخميس 28 ,ربيع الاول 1432   العدد  333
 
الرواية النسائية رهانات البحث عن الذات
سالمة الموشي

هل خرج النص الروائي النسائي من دائرة الانفعال الاجتماعي والأخلاقي والقهر الوجودي والنفسي؟ هل نؤرخ لذواتنا في الرواية، أو يؤرخ لها...!! هل الذات الكاتبة عقل واعٍ في حراك المشهد الثقافي.؟ أم عقل اتباعي داخل منظومة الفكر..؟

قبل أن أدخل الى عالم النص الروائي النسائي للتعرف على معطياته والحلقة الأضعف في انبنائه النصي... أشير إلى المراحل التي مرت بها الرواية النسائية وهي مرحلة التأسيس من 1958 - 1979م، وصدر فيها عشر روايات"غداً سيكون الخميس" لهدى الرشيد تكاد تكون هي الرواية الوحيدة في تلك المرحلة.

المرحلة الثانية من 1980 - 1999، وفي هذه المرحلة صدر حوالي 33 رواية، وشهدت هذه المرحلة ظهور روائيات سعوديات أمثال: أمل شطا، ورجاء عالم، وبهية بو سبيت، وسلوى دمنهوري، وصفية عنبر، وزينب حفني، وليلى الجهني، ونداء أبو علي، وقماشة العليان، ونورة المحيميد

المرحلة الحالية: 2000 - 2009، وصدر في هذه المرحلة حوالي 80 رواية نسائية، وشهدت أسماء جديدة منها نورة الغامدي، ومها الفيصل، ورجاء الصانع، وأميمة الخميس، وطيف الحلاج، وصبا الحرز، وبشائر محمد، وأمل الفاران.

إن وجود أسماء نسائية جديدة على ساحة السرد الآن لهو مؤشر حيوي يشير إلى تنامي الوعي بأهمية الكتابة وانتقال الكتابة النسائية من مساحة القصة القصيرة إلى متاح النص الروائي، هذا التراكم الروائي الكمي بامتياز. نتج بسبب الكثير من المتغيرات والتحولات الاقتصادية والقيمية والفكرية والثقافية التي حدثت في بنية المجتمع السعودي بشكل متسارع في السنوات القريبة الماضية وعليه لابد من ربط النص بسياقاته الثقافية والاجتماعية التي أنتجته للبحث في نوايا النص الروائي وتذويته باعتبار هذان العنصران ظهرا أساسيان في النص.

في عوالم النص الروائي النسائي فتح باب واسع انهمرت منه العناوين والحكايات والكثير من الأصوات بين هذا وذاك فعل المستوى الكمي نجد أن هناك تراكما روائيا كبيرا قياسا بالفترة التي بدأت تتوالى فيها الرواية النسائية تركزت مضامين هذه الروايات على محاور تناولت الزواج، والطلاق، والأسرة، والحرية، والحب، والجنس..

إن راهن الرواية النسائية يشير إلى أننا لا زلنا نقرأ نصا حكائيا وليس نصا تفكيكيا يعيد صياغة الأشياء والمسميات والرموز فحين تحاول امرأة أن تعرِّف بنفسها عبر الكتابة الروائية فإنها تبدأ بالقول: "إنني امرأة" وما من رجل يفعل ذلك في الكتابة. فالكتابة هنا تلحق بها سمة انبناءها على نسق خاص وهذا نتيجة اختزال صورة ذهنية تشير إلى أن الكتابة الروائية يجب أن تكون في بنائية النص حكائية بحته كمعادل للذات الأنثوية المقهورة المتألمة.

كتب النص الروائي الراهن من خلال علاقة المرأة مع المجتمع ومع الرجل تحديداً إذ تشغل هذه العلاقة حيزاً هاماً فى الرواية التي لا يكاد يخلو نص من التلميح والتصريح عن القهر الأسرى والاجتماعي فتصف الكاتبة عوالم وهموم النساء وأحلامهن المشتركة مثل الحب والفراق والغربه والهواجس الداخلية التي تشكل المحور الأساسى فى روايتهن. والتى تسلط الضوء على واقع مضن يختبئ فى أكثر الروايات التي تكتبها النساء.

فالموضوعات التي تدور في فلكها الكتابة الروائية النسائية ترتبط بثلاث قضايا أساسية وهي: وصف صراعهن الخاص في البحث عن هويتهن كنساء، صراعهن ضد الرجل، وصراعهن ضد تعسف المجتمع التقليدي.

ومن هنا ظهرت الرواية النسائية بشكل متواتر ملتزمة بكتابة نمطية ولكنها واعية بقضايا المرأة، وطرح التجربة الذاتية وربطها بقضايا الواقع الفعلي للمرأة الكاتبة وبهذا كثيرا ما يحمل ملامح النص الروائي ملامح من حياة الكاتبة المنشغلة بداء الاستلاب الأنثوي.

ولجعل صوتها مسموعا أكثر وأوسع انتشارا عمدت بعض النصوص الروائية إلى افتعال الجرأة والكتابة الصادمة التي تستخدم " الجنس " كبطاقة مرور لتغطية جوانب الضعف البنائي للنص الروائي وهي. ليست سمات تقنية للكتابة الروائية بقدر ما هي لفت انتباه مجتمع محافظ سيقبل على تلك النصوص للفضول وليس لكونها تشكل إضافة ثقافية - فكرية في سياق مطلب لحركة الثقافية والروائية و هذا النوع من الإنتاج الأدبي يضع النص الروائي النسائي، في مأزق حقيقي. وهنا نجد أن الرواية النسائية مرت بثلاثة أطوار مختلفة:الطور الأول: المؤنث الذي تضمن نصوصا مباشرة الطور لثاني: غير مباشر ويطرح بعض الرؤى بين سطور النص.

الطور الثالث: هجين بين التوجهين إلا أنه لا ينتج خطاباً واضحاً في النص الروائي.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة