في تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي لسورة القصص قال: (الآيات المستحقة للتعظيم والتفخيم «آيات الكتاب المبين» لكل أمر يحتاج إليه العباد، من معرفة ربهم، ومعرفة حقوقه، ومعرفة أوليائه وأعدائه، ومعرفة وقائعه وأيامه، ومعرفة ثواب الأعمال، وجزاء العمال، فهذا القرآن قد بينها غاية التبيين، وجلاها للعباد ووضحها).
ويقال: السعيد من اعتبر بغيره، والشقي من اعتبر به غيره، ولهذا قال المفسرون: الاعتبار هو النظر في حقائق الأشياء وجهات دلالتها ليعرف بالنظر فيها شيء آخر من جنسها، والإلهام قد يكون بطريق الكسب، وقد يكون بطرق التنبيه.
ومن المطالب حرية الرأي والتعبير عنه بالوسائل المشروعة مصونة، ولكل إنسان، ممارسته في حدود مبادئ الشريعة وقيم الأخلاق مثل الدعوة بالحكمة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمفرده ومع غيره في ممارسة هذا الحق والدفاع عنه لصالح المجتمع وخيره.
ويروي سعيد بن المسيب عن علي أنه سأل رسول الله قائلا: الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن، ولم يسمع منك فيه شيء،
فقال: اجمعوا له العالمين من أمتي، واجعلوها بينكم شورى، ولا تقضوا فيه برأي واحد.
مثال تحدث عنه الشيخ سلمان بن فهد العودة قال حفظه الله: فقد ذكرنا مجموعة من الكتب التي نشرت في أمريكا، وهي تتحدث عن سقوط أمريكا وانهيارها وتراجع اقتصادها.
فمفهوم التقهقر الغربي يعالج، ويطرح على خطورته وعلى حساسيته، والكتب والصحف والمجلات أصبحت تتناوله بوضوح، لأنهم يدركون أن السكوت عن هذا أو إغماض الأعين لا يعني أن الغرب أصبح يترقى، ولا يعني أن الانهيار توقف.
أما نحن المسلمين فنقول دائماً وأبداً: نحن بخير وجميع الأمور على ما يرام.
من هنا: يأتي رهان مطلب المجتمع المدني من خلال مؤسساته (مثل هذا المركز) كرؤية فكرية تتعلق بالتحديث ومواكبة العصر في بحثه العلمي وبحثه الإنساني في مجال التطور والتحديث وتجاوز العوائق التي تسعى إلى اعتساف لواقع اجتماعي قيم وعادات فرضنا عليها المسوح الرهبانية حتى نعيق الحوار والبحث عن مخرج يئد الفتنة ووهم انخرام وحدة الأمة وينمي ضمان المصالح من خلال التوسع في الحقوق والتزام الجميع بالواجبات فالشريعة لا تميل إلى حرمان المسلم من حريته.
ونتحدث بقلق (هل حقوق الإنسان غير صحيحة؟) لأنها موضع انتهاك أو تجاهل إلى أماكن مختلفة من عالمنا اليوم في خصوصيتنا الثقافية التي نحشى عليها من مفهوم العالمية التي يراها البعض ملمح أساسي في بناء السلطة الاستعمارية بما تختزنه في حقيقتها من أدوات للقهر والسيطرة.
بعد هذه النقاط أتمنى منكم مساعدتي: في الاستفادة من الوقت بطرح سؤال أو تعليق نتحاور معه من أجل تحقيق جزء من الهدف الذي معه جاء تأسيس المركز.
وقد كنت أفكر أن النقاط التي تشغل بالي من خلال تجربتي كأديب كتب القصة القصيرة والمقالة وشاركت في لجان أدبية وثقافية عامة، إن منجزنا الثقافي والأدبي مهمل من قبل مؤسساتنا مثل المكتبات العامة والأندية الأدبية وفروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وإهمال الدور الثقافي والاجتماعي في الأندية الرياضية وانصراف أبنائنا عن الكتاب والمجلة المتخصصة من طلاب المدارس إذ لا يوجد وازع ثقافي يعي المواهب وينمي القدرات داخل المدرسة وإذا وجد يتوقف عند نهاية اليوم الدراسي كما أن المسجد أصبح معزولاً عن محيطه إذ لا يرتبط بمصليه من الجيران ولا يتفقدهم عند الغياب لمرض أو سفر أو انتقال فقد فصلناه عن دوره الاجتماعي التربوي وحصرناه في الجانب العبادي بكل أسف بينما الإسلام مكتمل.
من خلال الدراسات الأدبية عن المنجز الأدبي نثرا وشعرا لدينا كتب عدة صدرت غنية بما تعج به المكتبة العربية في مجال الرواية يقول الدكتور سلطان بن سعد القحطاني في كتابه الرواية في المملكة العربية السعودية: (وقد خرجنا من الدراسة بنتائج تبشر بظهور رواية واعدة، بعد أن بدأ الاهتمام بها كنوع أدبي له خصوصياته وأصوله وقيمته الأدبية) وفي كتابه النثر الأدبي في المملكة العربية السعودية قال الدكتور محمد عبدالرحمن الشامخ (وإذا كان هذا البحث قد أشاد بما حققه الكتاب السعوديون لأدبهم من تطور وتجديد، فإن ظروف البيئة قد روعيت في ذلك) وهذا مصداق لقول الدكتور عمر الطيب الساسي في البحث الخاص بالأدب العربي السعودي الذي جاء في كتابه دراسات في الأدب العربي (إن من يمعن في تاريخ الأدب المعاصر في هذه البلاد يلاحظ كيف استطاع أدباء هذه البلاد أن يتزودوا بالعلم والمعرفة) ولا ننسى في هذه الورقة دور الدكتور محمد بن سعد بن حسين وكتابه القيم الأدب الحديث تاريخ ودراسات وتخصيص الجزء الثاني للنهضة العلمية والأدبية في المملكة العربية السعودية متناولاً بدايتها وعواملها التربوية والاجتماعية.
(*) ورشة ألقيت بمنتدى لجنة التنمية الاجتماعية بحي الوادي/ ديوانية الحي، بعد مغرب يوم الثلاثاء 12-3-1431هـ
- الرياض