أيها الآتون من هجير الصحراء
مواقد الجمر تسرق النعاس والغناء
أيها الآتون من صباحات الغزو
حشرجات الموت تنتصب في دياركم
وفي الليل يرتل الشعراء قصائد الرثاء
أيها النازحون من نذير القوم
تلك أدرع (الكندي) تنام بالأبلق الذي شاع ذكره
لكنه الحد بين نكسة السيف وانتصار الوفاء
ما كان السموأل في «تيماء» سادنا للوفاء
وما كانت الأرض بكراً ولا النخل يدرك دروب الطلح
ولا الغيم ينذر بهطول السماء
من أيقظ الشفق في نحره
أهو المنذر بن ماء السماء؟
ما كان السموأل سادنا للوفاء
هو الوفاء نبت على ثغره
ثم فاض بنخل ينساب منه الكبرياء
عم صباحا أيها الأبلق
عم صباحا وانهل من صفو العذوبة
حتى تضيء هامات النخل
وأعناق الإبل في ليالي الشتاء
عم صباحا حتى تضيء أنوار الثريا
وتخبو في أسمالنا الجوزاء
عم صباحا حتى ترى الوسم صار غيثا في ديار الطلح
وفوق أحداق النساء
عم صباحا أو مساء سيدي
فكلانا يتوضأ بغسق الحزن شمالاً حد الارتواء
لأننا نعشق الرثاء
ولأننا نعصب الرؤوس كمدا
لأن دمنا مبلل بمنذر
والمنذر مبلل بماء السماء؟؟
وها أنت تطوي حزن العشيرة يا سيدي
والقوم (ما خايلوا) حزنك القادم من خيل الكبرياء
للنهار وجه عبوس
وللسموأل (بيضاء) تعلق فوق سارية الوفاء
قضى نصف فؤادك
وتيماء ما اغتسلت من غبار الخيل ورجس الانحناء
تقول لك عمت صباحا ياابن عاديا
فمن رحم الموت يولد الأوفياء