Culture Magazine Thursday  03/03/2011 G Issue 333
أفق
الخميس 28 ,ربيع الاول 1432   العدد  333
 
نص
مبلل بماء السماء
عبدالرحمن العكيمي

أيها الآتون من هجير الصحراء

مواقد الجمر تسرق النعاس والغناء

أيها الآتون من صباحات الغزو

حشرجات الموت تنتصب في دياركم

وفي الليل يرتل الشعراء قصائد الرثاء

أيها النازحون من نذير القوم

تلك أدرع (الكندي) تنام بالأبلق الذي شاع ذكره

لكنه الحد بين نكسة السيف وانتصار الوفاء

ما كان السموأل في «تيماء» سادنا للوفاء

وما كانت الأرض بكراً ولا النخل يدرك دروب الطلح

ولا الغيم ينذر بهطول السماء

من أيقظ الشفق في نحره

أهو المنذر بن ماء السماء؟

ما كان السموأل سادنا للوفاء

هو الوفاء نبت على ثغره

ثم فاض بنخل ينساب منه الكبرياء

عم صباحا أيها الأبلق

عم صباحا وانهل من صفو العذوبة

حتى تضيء هامات النخل

وأعناق الإبل في ليالي الشتاء

عم صباحا حتى تضيء أنوار الثريا

وتخبو في أسمالنا الجوزاء

عم صباحا حتى ترى الوسم صار غيثا في ديار الطلح

وفوق أحداق النساء

عم صباحا أو مساء سيدي

فكلانا يتوضأ بغسق الحزن شمالاً حد الارتواء

لأننا نعشق الرثاء

ولأننا نعصب الرؤوس كمدا

لأن دمنا مبلل بمنذر

والمنذر مبلل بماء السماء؟؟

وها أنت تطوي حزن العشيرة يا سيدي

والقوم (ما خايلوا) حزنك القادم من خيل الكبرياء

للنهار وجه عبوس

وللسموأل (بيضاء) تعلق فوق سارية الوفاء

قضى نصف فؤادك

وتيماء ما اغتسلت من غبار الخيل ورجس الانحناء

تقول لك عمت صباحا ياابن عاديا

فمن رحم الموت يولد الأوفياء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة