كما يقولون هُمْ لا ما أقولُ أنا
جلبتَ كلَّ خنى بالزِّيف مُفتتِنا
خيَّبتَ ظنيَ لما ثرتُ أسألُهم
عن الدَّليل فقالوا ذي أدلَّتنا
عطَّلتَ كلَّ إضاءات الأصولِ أما
أغراك لو ومضةٌ من بارقات سنى؟
حكْمَ الهوى شئتَ لا حكْمَ النُّهى فبدتْ
آلامنا وفقَ ما رام العدوُّ لنا
زيَّنتَ وزْرَك فاهنأْ بالمُزانِ غداً
يقول يا ربِّ أغرانا أكابرنا
بئس امرءٌ ذلَّه إثمٌ فعمَّمه
سخافةً ينشر الأدران والعفنا
مثل الذُّباب غدا الأتباع مجتمعاً
على القذارات، طابت للونى سكنا
شاهت نواياه عند العارفين فكم
أزرى وكم لمَّا رأى لعنا
ماذا جنى جالبُ الآثام مقتدراً
لأهله؟ هل يرى غير الهوان جنى ؟
عجبتُ كيف يريد الذُّلَّ من حسُنتْ
دنياه كيف وقد فاق الأنام غنى؟
يا ليته نال مما رام فائدةً
تسرُّنا أو نفى ممَّا يفرِّقنا
أما درى أنَّه يجني تكاثرَه
يوماً لظىً تحرق الأرواح والبدنا؟
والتابعون ألم يدروا بأنَّ غداً
لا يكرم اللهُ إلا الموقفَ الحسنا؟
ربي رجوتك عزَّاً للألى جُبلوا
على الصَّلاح وأصلح من جفوْه هُنا
يعاتب الضوءَ أهلُ الحزْنِ من زمنٍ
ألم يرَ الضوءُ - حقَّاً ما يروِّعنا؟!
والسَّعد يسخر من سعدٍ يجرُّ لمن
يديلُه شجناً لو لم يرَ الشَّجنا
إنْ ينكر الحبُّ حبَّاً لم يُقم عوجاً
ما قيمةُ الحبِّ مجلوداً بسوط أنا؟
يا منطق الجود حسْبُ الجود مفتخراً
يزيلُ همَّاً ويبني هاهنا وطنا
لا يشكر البذلَ -مهما كان- ذو سفهٍ
فهل يواسيه إن لاقاه مُمْتَحنا؟
عمَّ السُّباتُ فما للثَّائرين على
سباته منجدةٌ للمشتكي علنا
ما عاد للزَّاجل المعدودِ معترِفٌ
حتى إذا جاء يطوي نابشاً كفنا!
Dammas3@hotmail.com