حين تناولت موضوع التوثيق في الفنون ومدى أهميته سابقاً، وصلتني ردود فعل أعتبرها إيجابية، فبعد نشر المقال وصلتني رسالة SMS من الدكتور محمد الرصيص يبلغني فيها بقرب ظهور كتابه إلى النور، والذي شهدنا توقيعه خلال معرض الرياض الدولي للكتاب بداية الشهر، وبالفعل انتظرت بفارغ الصبر الموعد المحدد حيث أخذت نسخة من الكتاب وتصفحتها في السيارة قبل أن أصل إلى البيت، وكم كانت سعادتي كبيرة بما رأيت، كإضافة جديدة ذات منحى تاريخي يضيف للمطبوعات النادرة الموجودة حاليا.

أيضا وصلتني مكالمة من التشكيلية القديرة نوال مصلي والتي عبرت بتواضع عن متابعة كتاباتي التي تدعو إلى تكثيف الكتابة والنشر سواء كرصد للحراك التشكيلي أو عرض السير الذاتية بهدف التوثيق، وأيضا أخبرتني أن كتابها والذي يرصد تجربتها الخاصة بصدد النشر، وبالتأكيد هذه إضافة للدراسات الخاصة التي قام بها قلة من الفنانين والفنانات أمثال صفية بن زقر وطه صبان أو التي نشرتها مؤسسات ثقافية كالمنصورية والفن النقي ككتاب ضياء عزيز ومحمد الرصيص وغيرهم.

وأخيرا وفي حالة نادرة وجدت ردا على المقال في صفحة الجزيرة الإلكترونية (المعتاد أن يرسل لي البعض الردود مباشرة على بريدي الإلكتروني)، وكنت قد حاولت الرد على الموقع ذاته ولكن لم أستطع، لذا سوف أنقل الرد بعد أذنكم في هذه الزاوية؛ كان الأخ الذي رمز لأسمه ب "تشكيلي" يؤكد بشكل غير مباشر على أهمية التوثيق، ويعاتبني في ذات الوقت على التقصير من خلال سؤاله "أين دوركم يا دكتورة؟"

وأقول له ولغيره من المتابعين الذين ربما يتساءلون مثله: صحيح أخي الكريم أن مطبوعاتي الثلاث ربما لا تعد أكثر من نقطة لحاجتنا من بحر المؤلفات، ولكن "أبشرك" أنني أعمل مع طالباتي اللاتي هن على وشك التخرج على مشروع توثيقي ربما بلغ بعض الفنانين والفنانات الذين وصلتهم اتصالات الطالبات بشأن دراسة أعمالهم الفنية كمشروع من خلال مادة التذوق الفني يهدف إلى توثيق أعمالهم وسيرهم الفنية، وأعتقد أني بهذا قد بذلت على الأقل جهدا في المجال الأكاديمي نحو التوثيق.

كما حاولت على الأقل من خلال معرض الكتاب بدعم وتشجيع من المشرف وأعضاء اللجنة الثقافية نشر وتوثيق رواد الفن من خلال إطلاق الأسماء على الممرات.

أما جمعية التشكيليين فهي "المطب" الذي أقف عنده بل يقودني ربما إلى "تحويلة" من تحويلات "عبدالناصر غارم"!!!