هل يستطيع أحد أن يتجاوز دور الإعلام المرئي اليوم وتأثيره؟ سؤال ساذج، لكنّه يطرح نفسه بقوّة بعد أن غابت قنواتنا الفضائية السعودية عن مشاهديها على الـ hotbird وأنا واحد منهم بطبيعة الحال!
كنت أحسب أنّ الكلّ استوعب إمكانيّة أن يتعامل مع الإعلام برؤية منفتحة، لأنّه يلعب الدور الأكبر في تقديم صورة حسنة أو عكس بعض الرؤى التي تتجاذبها بعض الأطراف مع كلّ هبّة ريح أو ذرة رماد!
لكنني تفاجأت بأن إعلامنا المرئي ما زال يراوح حول نفسه بتقديم صوته خجولاً ومبحوحاً إلى مشاهديه الذين يستأثر بهم في الداخل!
كنت أعتقد قبل أن أعجز عن متابعة صورة بلدي بشكل يومي في الإعلام المرئي وأنا خارج حدوده الجغرافية أنّ ذلك ممكن ودون عناء، لكنّ المفاجأة ألجمتني حين لم أجد غير قناتي السعودية الأولى تلاحقني وحيدة على ال hotbird. كنت أتألم وما زلت ومعي كثيرون هنا ونحن نعاني الأمرين في متابعة أخبار وطننا بشكل يومي في قنواتنا التلفزيونية فلا نستطيع رؤية الإخبارية التي قرأنا عن تميزها الكبير في تغطية انتصارات أبطالنا البواسل في الحدّ الجنوبي، ولا نستطيع أن نشاهد قناتنا الرياضية وبعض ما تنقله من أحداثنا الرياضية، وأخيراً كنت أبحث عن قناتنا الحديثة، قناة الثقافة كي أكون مع ثقافة بلدي، وكم كنت حزيناً حين كنت وما زلت أستطيع متابعة ثقافة كلّ بلاد الدنيا ولا أستطيع متابعة قناة الثقافة في بلدي!
ولأنّ الإعلام يتطوّر بشكل سريع فقد كنت أعتقد أنّ رؤية المحبين لبلدي تبتدئ من الأحدث، فيعمدون إلى تطوير مواقع قنواتنا الفضائية على الإنترنت، لكنّ صدمتي كانت أكبر، فلم أجد غير مواقع بائسة تعاف النفس رؤيتها، فكيف تستطيع أن تتجوّل فيها؟!
رسالة محبّ لبلده أبعثها من هنا من أوروبا إلى وزارة الثقافة والإعلام بأن تبحث لنا عن حلول عاجلة نستطيع بها تجاوز الانكفاء على ذواتنا والوصول إلى أقطاب الدنيا فلدينا ما يستحق أن يشاهده الآخرون!
لدينا الكثير من الأحداث القادمة التي نريد أن نكون فيها مع أهلنا في الداخل قلباً وقالباً، نشاهد معهم الجنادرية، ونتجوّل معهم في أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب، نشاهد ونسمع ونستمتع كما يستمتعون برؤية كلّ شيء جميل في بلد يحرص جميع المغتربين هنا وفي كلّ أنحاء العالم على متابعة كلّ شيء فيه.
روسيا
/td>
