أجار: آوى يُؤوي إيوَاءً،
تقول: أجرتُهُ آويتُهُ وحميته وفي النَّص الصَّحيح: (لقد أجرنا من أجرتي يا أم عمارة).
والعرَبُ في الجاهلية كان نفرٌ من رؤساءِ القبائل يُجيرون من يرد إليهم لاجئاً بسبب خوف أو دم، وحين جاء الله تعالى بالإسلام منع هذا في حق من حقوق خمسة، فلا يُجار أحدٌ في مسائل منها:
1- لا يُجارُ من هتك عرضاً
2- لا يُجارُ من آوى مُحدِثاً
3- لا يُجارُ من قتل نفساً
4- لا يُجارُ من أثار فتنة وظلم
5- لا يُجارُ من قدح في الشَّرع
وأجار من ألفاظ العموم مثل:
أ- أجاره بعطية مالاً لإنقاذه من الفقر
ب- أجاره بتزويجه بعد رفض الناس له
ج - أجاره بالشفاعة وأداء ما عليه
وقول إمرئ القيس:
(أجَارَتَنَا إِنّا غَرِيبانِ هَا هُنَا
... .... ... ... ........)،
فهذا ليس من ذاك، فالجوار هذا من (الجيرة) البيت بالبيت، وأجار يُجير من (الإجارة) الحماية والإيواء والمدافعة، وكانت العربُ تقومُ بها كلها جهلاً ويتفاخرون بها على العِلاّت، وينتخون في هذا كله على غرار دائم غير مقطوع،
وأصل حروفه: (أ .. ج .. ا .. ر) فهو رباعي اللفظ، وتزول الياءُ لكونها حرف علة كقول القائل: (لم يُجر أحدٌ على أحد)
وأسمعني أحدُ العلماء تسجيلات لأحد الأدباء ومما جاء فيه:
(أجيرونا من هذه المداخلات التي أَذِنَ فيها عريفُ المحاضرة عندكم فإن لم يُجيرنا {هكذا} اختصرتُ الجواب فإني ذو مشاغل يدركها العريف أجلتها من أجل لقياكم في هذه {الكلام} {هكذا} ... ...)،
وهذا.. لعّله .. يعودُ إمّا إلى العجلة أو سبق اللفظ لقوة التدبُّر وشدّة الاحتراس من الزلل، ولستُ أظنه جهلاً بأصول اللغة وضوابط مفرداتها وإعراب جملها، لكن يجوز الخطأ على الثقة كما يقوله علماء السنّة المطهرة في مطولات الأسفار، وكان قد سألني أحد الدكاترة الفضلاء كيف ترون - تدهور اللغة اليوم - ..؟
فكان مما أجبتُه به: {مشكلة التعالم وتصيُّد الأخطاء حسب فهم خاص ورأي خاص وتوجُّه خاص ومزاحمة ذوي الأقدار مع كثير من: العجلة وعدم التّأصيل وكثرة الاستطراد ناهيك أنّ: (التّعالم وحب الظهور داء لستُ أرى له علاجات)} وسوف أُضيف بشيء من الأمثلة هذه (الإجابة) في (م/9) من (المعجم) بإذن الله تعالى.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض