أشعل مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة منذ أيام شمعته الخامسة والعشرين في عمر شبابه المتجدد، ربع قرن حافلة بإحياء التراث وتجديد الثقافة واستعراض جملة من الفنون الشعبية تشمل كل مناطق وأطياف الوطن، ويقف وراء هذا الإنجاز وغيره من سيل الإنجازات بدءاً بنشاطات الحرس الوطني وتواصلاً مع الإنجازات الشاملة التي عمت أرجاء الوطن بل وتجاوزت الحدود، يقف وراءها ويشد أزرها ويدفعها إلى المزيد رعاية كريمة من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
عندما يتطرق الحديث إلى تكريم رواد العلم والمعرفة ضمن فعاليات هذا المهرجان السنوي، فإن نجم التكريم هذا العام الشيخ الفاضل الشاعر الأديب عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس في عقده التاسع من عمر أمضاه ناسكاً في محراب المعرفة.
وشيخنا من مواليد بلدة (حرمة) بإقليم سدير، جاء في عصر يعاني أحلك الظروف الأمنية والمعيشية، متزامناً مع جهاد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لتوحيد الوطن وما كان يعتري البلاد آنذاك من انحسار أمني وتعليمي وصحي واقتصادي.
كان قوام التعليم في زمنه معلم كُتّاب محدود المعرفة والتعليم، وسمة الحياة آنئذٍ انشغال الكبير والصغير في طلب المعيشة من خلال رعي وحرث وسقيا ونحوه.. أما شيخنا فكان لديه من التطلع المعرفي ما رغبه في الانتقال إلى مدينة الرياض ليحظى بشرف القرب من العلماء من خلال المسجد ورباط التعليم.. مصارعاً ظروف الغربة وشظف العيش وضيق ذات اليد ليحقق مبتغاه.. ورغم تحصيله العلمي الذي أهله لمركز وظيفي فإنه لم يستنكف عند افتتاح المعهد العلمي من أن يترك الوظيفة وينخرط مجدداً في الدراسة النظامية (ثانوية ثم كلية شريعة).. ليأتي ترشيحه بعد التخرج لسلك القضاء، لكنه يعتذر لأمور يراها ويدرك أبعادها، ويبقى في الميدان مصارعاً كل الظروف والملابسات التي مر بها خلال أعمال وظيفية ومشاركات صحفية وندوات علمية، ورئاسة تحرير صحيفة (الدعوة)، والنادي الأدبي قرابة ربع قرن من الزمن، ويخرج من هذا المضمار بصورة مشرفة استحق بها اسم (رائد التوازن) ويقوده جهده وصبره ومثابرته اليوم إلى هذا التكريم من لدن قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حرسه الله-.
أخيراً فإنني أقول كما يقول عارفوه ومحبوه.. هنيئاً يا أبا عبدالعزيز هذا التاريخ الناصع وما حققته من ريادة في التوازن وحسن التعامل والعلاقات وهنيئاً بالتكريم.
متعكم الله بموفور الصحة والسلامة،،،،،
عبدالله بن عبدالمحسن الماضي