أهدى إليّ الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة كتاباً حوى رؤية العديد من الكُتَّاب والمثقفين في الوطن العربي في (متنبي العصر).. معالي الدكتور/ غازي القصيبي. وكنتُ ممن حضر ليلة الاحتفال بالإصدار في مركز الملك فهد الثقافي، بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام والمتحدث الرئيسي أ/ خالد المالك، ونقلتُ إعجابي إلى الصديق الأديب إبراهيم التركي. وكون هذا الإصدار يعتبر من أجود ما تقوم به (الجزيرة)، وإن كان جودها لم يتوقف عند حد الإصدار أو ذاك، لكن المناسبة تقتضي تسجيل بعض المواقف (للعَلَم العلامة) الدكتور/ غازي القصيبي، وهي التي عشتُها شخصياً معه.. إدارياً وإعلامياً.. أحدها عندما استقبلته في التليفزيون حاملاً كلمة من (صفحة ونصف)؛ ليعلن للملأ خطة القضاء على البطالة وعزمه السعودة وإحلالها بدل العمالة الوافدة.. وتبسم يومها قائلا: «أخ سليمان، الله يعين الذي يقوم بفرض قرار، ويقابله تيار يتقاطع من مصالحهم».. واستغرقت الكلمة نحو (سبع دقائق) على شاشة التليفزيون.. فقلت له الكلمة قصيرة.. فكان رده بأدبيات الكلمة الراقية «من قَلَّ كلامه قَلَّ سقطه»، والموضوع يحتاج إلى الاختصار والبلاغة فيه حتى يُفهم المراد منه.. وهذا يدل على وطنية الإداري والدبلوماسي ورجل القرار. أما الموقف الثاني فهو موقفه مع مقص الرقيب في برنامج (حوار على شاشة الإخبارية)، أُجري مع معاليه حول (الوجه الآخر) للوزير الشاعر مع رحلة الكلمة والإبداع؛ فكان الموقف مع مقص الرقيب حينها أن اتصل وزير الثقافة والإعلام ليسأل عن حوار الدكتور/ غازي القصيبي مع التليفزيون مَنْ الذي أشرف على إخراجه وبتر منه (لب الحوار)، وكان يومها يعلق على رواية (بنات الرياض) ويبدي رأياً جميلاً، ويتحدث عن تجربة للسعودية في المجال الذي اختطه الدكتور/ غازي القصيبي لنفسه في رؤيته للرواية مهما كان نوعها.. ومع اجتهاد الرقيب إلا أن الحوار أُعيد مرة ثانية على شاشة التليفزيون.. لنؤكد أن رقابة القصيبي تفوق رقابة المشاهد وتحترم عقليته، وحينها اعتذرنا للوزير الشاعر وصاحب الحس والإبداع الذي شعر بأنه جُرح نتيجة الاجتهاد في غير محله!!!
أعود لتقديم الشكر لصحيفة (الجزيرة) على هذا التميز الذي تفاجأ به القراء والمتلقون.. ومزيداً من الإبداع الثقافي والفني لأقلام (الجزيرة) وكُتَّابها وصناع كلمتها!!.
مستشار وزير الثقافة والإعلام