Culture Magazine Thursday  17/06/2010 G Issue 315
تشكيل
الخميس 5 ,رجب 1431   العدد  315
 
وميض
أبها.. جماليات المكان
عبدالرحمن السليمان

المرة الأولى التي أزور فيها منطقة عسير وتحديداً أبها كانت في العام 1989عندما افتتحت المفتاحة (المركز والمراسم والقاعات) والمرة الثانية جاءت بعد أكثر من عشرين عاماً، ذلك في بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال. المدينة أخذت في الاتساع وقامت مرافق ومنشآت كبيرة انضافت إلى بهائها وإلى طبيعتها الخلابة.

عندما افتتحت مراسم المفتاحة كان الفنانون يتراكضون عليها بل وكانوا يتشاركون المرسم الواحد من كثرتهم، وكان الصيف يعني حيوية غير طبيعية بين الفنانين، فناني المنطقة والفنانين القادمين من خارجها.

أتذكر في افتتاح القرية الراحل عبدالحليم رضوي وضياء عزيز وعلي ناجع وهشام بنجابي ونايل ملا، وحسن الملا من قطر وفناني أبها والقائمة طويلة. كان أن استضافت المفتاحة حينها معرضاً لفناني المملكة.

في زيارتي الأخيرة لم أجد من المفتاحة التي عرفتها سوى مبناها فقد توارت المراسم عن دورها ومحل مكان الفنانين جهات أخرى واهتمامات أخرى، ولم أر سوى مرسماً واحداً يرتاده أكثر من فنان. في هذا المرسم التقيت بإبراهيم الألمعي وهو شاب يرسم في أكثر من اتجاه ويجيد في بعضه ويحاول في البعض الآخر والمرسم الوحيد لم يخل من زوار سواء من ضيوف بينالي عسير لرسوم الأطفال أو من المهتمين، كنت والصديق صالح العمري وهو مدير البينالي والزميل الإعلامي خيرالله زربان نتجول بين المراسم المقفلة ونستذكر الحيوية التي كانت عليها خلال العقد الأول من افتتاحها وكان العمري يستعيد بعض المواقف الفنية وحضوره مع الفنان عبدالعزيز الماجد من الشرقية. تساءلت وهو تساؤل طرحه غيري ممن التقيت بهم هناك عن سبب هذا التحول في المراسم من الدور الذي أنشئت أساساً من أجله إلى إحالتها إلى مراكز أو مرافق أخرى ليست على علاقة بالفن بتاتا، والسؤال طرحته على صديقنا العزيز الفنان عبدالله شاهر وهو المسئول في المفتاحة كما أنه اسم معروف على مستوى المنطقة والمملكة.

زياراتي إلى بعض مرافق المدينة امتدت إلى أكثر من مرفق حيوي وفنان كان لقاؤنا بفايع الألمعي في منزله حيث مرسمه وأعماله الفنية وهو فنان حقيقي ظهر في عمر مبكر ولفت أنظار المتابعين بارتباطه بالمنطقة وبتراثها الفني وحساسية هذا الفنان مرهفة وقدراته الفنية عالية وهو يلتقي مع عدد آخر من فناني المنطقة في الاهتمام بطبيعتها وتقاليدها مع ميزته الخاصة ولوحته المستقلة.. وإذا عدنا إلى أسماء الرعيل الأول فسنستعيد عبدالله الشلتي الأكثر تأثيراً في فناني المنطقة ومفرح عسيري وسعود القحطاني وشاهر والعواجي، كما واستعيد الرسوم التقليدية التي تنقشها بعض السيدات في منازل المدينة ومرافقها الداخلية، أستعيد فاطمة أبو قحاص وهي الأكثر شهرة وأعمالها أو أعمال غيرها أصبحت بصمة تتناقلها المراكز والمرافق الكبيرة في المنطقة كالفنادق. لقد ترك الأمير خالد الفيصل تأثيراً فنياً كبيراً في المنطقة، فالعمل الفني أصبح محل الاهتمام وأحد السمات، وتشكلت ذائقة نحو اللوحة وأهميتها في جماليات المكان ولمست مقدار ما يشيد به الفنانون من الدعم والاهتمام الذي تشكلت بموجبه هذه الصورة الفنية، كنت أنوي زيارة رجال ألمع إلا أن الوقت كان قصيراً وذلك المكان العابق بالأصالة والفن والذوق هو الذي ظهرت منه فاطمة أبو قحاص وفايع وغيرهما، وقد كنت مع الأستاذ علي مغاوي في تنسيق لهذه الزيارة لولا الوقت، جولتني في عسير وفي بعض أسواقها (الثلاثاء) مثلاً أو طرقها المثيرة أو طقسها أخذني إلى حيث أبنائها المبدعين كنت أرى عبدالله حماس ومفرح وفايع وسعود والشلتي.. كنت أستعيد صور أعمال الفنانين الذي أثرت فيهم بيئتهم وطبيعتهم كنت أرى الأصالة والتاريخ والحياة بكل ما فيها من عراقة وحيوية أستعيد أصوات مبدعينا على مسرحها الصيفي (محمد عبده وطلال مداح) وغيرهما. يتواصل الحديث عن تطور هذه المنطقة ومع صديقنا العزيز مسفر القحطاني وجدت المشاريع المستقبلية في المدينة الصناعية، والمستقبل والنظرة البعيدة عند أهالي المنطقة لا شك ستأخذها إلى ما هو أكثر تطوراً ونماء على كافة الأصعدة ومنها الفن التشكيلي.

aalsoliman@hotmail.com الدمام
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة