تعتبر الطفيلية ذات قيمة سلوكية أسطورية (تقدس الأسطورة الجانب (الطفيلي) في الحياة، بينما لا تعطي للعمل من أين تأكل؟ فقال: الذي غذاني في ظلمة الأحشاء صغيراً يتكفل برزقي كبيراً! فمتى احتجت للطعام حضر بين يديّ، فقلت له: هل لك من حاجة؟! فقال: نعم! إذا رأيتني بعد هذا اليوم، فلا تكلمني) وإذا كانت الحياة ملأى بوعيد القهر، فهي مع الموت القهار تبلغ ذرة التراجيديا. وتصبح السياسة المنبثقة من الحياة الطفيلية ديكتاتورية القمع حتى الموت (!) أفضل وعاء لاحتواء وتغذية وصيانة الفكر الأسطوري.
إن الموت في الأسطورة نقطة الدائرة التي تنتهي معها الحياة (الدنيا) وتبدأ الحياة الأخرى التي تعطيها الأسطورة ما لم يعطها الدين من أشكال التألية للموت الذي يصبح سلعة يكثر الطلب عليها في المجتمعات المحكومة (أسطورياً)، هرباً من هموم الحياة ومتاعبها ولذا وفي هذه اللحظة بالذات يقلّ الإقدام على (الاستشهاد) الطبيعي الضروري لتحرير الحياة من أعدائها وقاتليها.
إننا في حياتنا نلاحظ كثيرين من الناس يتمنون الموت هرباً من بؤسهم الحياتي ومعضلاتهم الاقتصادية والاجتماعية وذلك في محاولة يائسة للتعويض عن (عجزهم) الذاتي، فتبدو معجزة (الموت) بديلاً للصراع الفعلي، وهذا السلوك له مرتكزات بالغة القدم. أما زماننا ف(مقهور) في الأسطورة، زماننا حركة تاريخية ذات ماضٍ وحاضر ومستقبل. وأما زمن الأسطورة فمعجزة تسحق الأبعاد والمسافات وتعود لزمن (الحلم). وهذا موضوع يستحق أن نخصه بنظرة.
حائل