(هذه الحياة حلم والحلم ليس أكثر من مجرد حلم)
إلى كل الحالمين.. إلى كل الساعين لتحقيق حلم ما عاشوه وأحبوه حتى صار جزءاً منهم.. كونوا على حذر فاصطدامكم بالواقع المؤلم سيفقدكم أكثر مما تتصوروا..
كانت تحلم كثيرا..
اكتظت جنبات روحها بالأحلام التي رسمتها على كل المساحات وخبأتها في كل الزوايا، كانت تحلم وتتيقن أن كل ماحلمت به ستراه يقيناً..
لم تكن أحلامها خارقة كانت بسيطة كخربشة طفل.. صادقة كبسمة أم..
وحين بدأت في سيرها الحثيث لتحقيق أحدها نسجت لها خيوط الخيبة رداء، ووافاها الواقع بعبارة راسخة:
أحلامك ليست إلا أسطورة لا يقبلها الواقع.
(حقيقة)
كانت سابقاً تفكر فيما إذا كانت تستطيع أن تحقق كل أحلامها لكنها الآن على يقين تام أن أبسطها لن يكون، فأحلامها ليست إلا خيبات متتالية..
تمنت للحظة أنها لا تجيد الحلم.. تمنت أنها حرمت الخيال فهو السبب الرئيس في ألمها حين سيطر عليها وجعلها تعيش أجواء حالمة لايرغب من هم حولها في تحويلها إلى حقيقة رغم قدرتهم على تحقيق ماهو أكثر تعقيداً منها..
وها هي الآن تكره الحلم والخيال ونفسها.
متعبة.. مهترئة كجورب متسول.. كثوب أكلته العثة..
لم تستطع مج الوجع الذي تشربه ولا لفظ الحزن الذي يغذيها، فكل ما آلت إليه أكبر من أن تحمله مآقيها..
أغزر من دمعة
وأعمق من آهة
وأعظم من لحظة ندم
هي الأحلام أقنعة سعادة مزيفة..
نركض خلفها..
نشيد بها مدناً ونبني فيها قصوراً..
لكن..
سرعان ما تسقط المدن ووتتطاير ندف القصور..
تغادرنا بعد أن اعتدنا عليها..
بعد أن صارت جزءاً منا..
ترحل بسهولة وكأنها لا تعرفنا..
لتكشف لنا الحياة أن الأحلام ليست سوى سراب قاتل..
الرياض