انتهجت جريدة «الجزيرة» نهجاً مشرفاً غدا سمة من سماتها، ألا وهو الوفاء. وهذا العنصر يؤثر في الناس ويأسر القلوب.. ودائماً ما يخاطب ذلك المشاعر والأحاسيس. لذا أعتقد أن هذا النهج وبالذات في سنواتها القريبة الماضية توسع مما زاد من محبيها ووسع من قرائها، ولا أصدق على ذلك إلا الاستثناء لرجل الاستثناء معالي الدكتور غازي القصيبي شهادات ودراسات، وقبل ذلك وبعده كثير، وأذكر منهم لا على سبيل الحصر وإنما على سبيل المثال لوفائهم مع رجل الدولة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله- ووالدي عثمان الصالح -رحمه الله، كما هو وغيره من رجالات الدولة والأدب والفكر وحتى السياسة في مجلتنا الثقافية. ما دعاني إلى ذلك ما قرأته في عددها الأخير رقم 314 بتاريخ الخميس 10-6-2010م.. والحديث المتفاعل بصمت عن أستاذنا الدكتور رضا محمد سعيد عبيد، بعنوان إمضاء وتوقيع المتجدد دائماً الدكتور إبراهيم التركي، وليس من الجميل أن أعيد ما كُتب عنه، ولكن أضيف أمرين..
الأول: أنه يتحدث عن قيادي في جريدة منافسة، وهذا منتهى الثقة والعقل من جريدتنا الجزيرة ورجالها وقيادتها.
ثانياً: ما لهذا الرجل من دور في هذا الوطن، حيث كان أحد صفاته الهدوء والعمل بصمت.. فقد كان بينه وبين الوالد الكثير من الرسائل والآراء.. منذ أكثر من أربعين عاماً عندما كان وكيلاً لجامعة الرياض (جامعة الملك سعود حالياً)، وإن اختلفوا أو تباعدوا لظروف العمل إلا أنهم يتفقون دائماً في الحكمة والعقلانية والعمل من أجل هذا الوطن.. وختاماً لقد أسرت قلوبنا تلك (الثقافية) التي كملت وتكمل سلسلة التميز في جريدتنا الغالية «الجزيرة».
بندر بن عثمان الصالح