سقط القريضُ - على السريرِ - وغابا
لمَّا مرضتَ، وأقفلَ الأبوابا
المُفْرَداتُ.. بَكَتْ - على أسوارِهِ
وتزاحمتْ - تستعطفُ الحُجَّابَا
كانتْ تدورُ - هُنَا - وتندبُ حَظَّها
مثلَ الثَّكَالى النائحاتِ شبابا
يا سيِّدَ الكلماتِ.. عُدْتَ، فَعَاودتْ
كلماتُنا - تتسوَّرُ المِحْرَابا
إِنْهَضْ.. فَقَدْ وَفَدَتْ - إليك حُرُوْفُنا
لِتُقَبِّلَ العينين، والأهدابا
في هذه الصحراءِ.. أنتَ نَمِيْرُنَا
ونَرَاكَ - أنتَ - سَحَابنا الجوَّابا
فإذا حَضرت.. تبرعمتْ أغصانُها
وإذا أتيتَ.. تَحَوَّلَتْ - أَعْنَابَا
وإذا قَدِمْتَ. تَجَوْهَرَتْ أَلْوَانُها
وإذا هَطَلْتَ.. تَقَطَّرَتْ - أَكْوَابَا
***
يا ساحِرَ الكلماتِ.. كيفَ جَعَلْتَهَا
تأوي إليك، وتَهْجُرُ الخُطَّابا..؟
لَبِسَتْ - لَكَ - الكَلِماتُ كُلَّ حُلِيِّها
وأَتَتْ - إليكَ - فَجَهِّزْ الأَنْخَابَا
ما أكثرَ العُشَّاقَ.. حولَ قصيدتي
لَكِنَّهَا ....... تتخيَّرُ الأحبَابا .. !
يا سيِّدَ الشُّعراءِ - في أحيائنا
مُذْ غِبْتَ.. جِعْتُ، وما اسْتَسَغْتُ شرابا..!
لو كُنْتَ تعلمُ ما أصابَ ديَارَنَا
عند الغِيابِ.. لَمَا اصطفيتَ غيَابَا..؟!
جَفَّتْ مياهُ الشعر - في آبَارِنَا
وذَوُوكَ.. صاروا يطردُونَ سَرَابَا
وتَعَطَّلَتْ كُلُّ المواردِ، وانْبَرَتْ
خيلُ القصائدِ - تشتكي الأَوْصَابا
وَرَمَتْ يَمَامَاتُ القصائدِ ريشَهَا
وتَسَاقَطَتْ، وتَفَرَّقَتْ - أَسْرَابَا
أنَا لا أَلُومُ الشِّعْرَ - حينَ تَسَابَقَتْ
مَلِكَاتُه - لَكَ - تنثرُ الأَطْيَابَا..؟!
فَقَدْ اصطفاكَ المجدُ - بين كواكبٍ
تبني القصائدَ - بَدْرَهَا الوثَّابَا
وإذا الكواكبُ غابَ - حيناً - بَدْرُهَا
نالَتْ - من الحُزْنِ المُقيمِ - نِصَابَا
***
الليلُ ينشرُ - منذُ غِبْتَ - خِيَامَهُ
والحُزْنُ يعزفُ - في الدروبِ - رَبَابَا
يحتاجُكَ الفجرُ الفصيحُ.. لِتَعْتَنِي
بِبَيَاضهِ، وتُعِدَّ - منه - كِتَابَا
والأرضُ.. كي تزدادَ - منكَ - صلابةً
والوسْمُ.. كي تَتَعَهَّدَ الأَعْشَابا
يحتاجُكُ الحادِي.. لِتَقْرَأَ كَفَّهُ
وتصوغَ للجيلِ الجديدِ - خِطابا
فَأَعِدْ - إلى القولِ الجميلِ - وسامةً
وأعِدْ - إلى الفعلِ النبيلِ - إِهَابَا
***
كُنَّا نُصِيْخُ لكلِّ صَرْخَةِ ناعقٍ
ونصدِّقُ الدَّجالَ، والكذَّابَا..!
كُنَّا ندافعُ عن مُخَطَّطِ فِتنةٍ
وعن العناكبِ - تنسجُ الأَسْبَابَا..!
حتَّى انْتَفَضْتَ - مُبَكِّراً - فَفَضَحْتَهَا
وأزحتَ - عن وجه العدوِّ - نِقَابَا
خُضْتَ المعاركَ - ضدَّ كُلِّ كتيبةٍ
للشرِّ - تحملُ خُطةً، وحِرابا
ولَعَقْتَ جُرْحَكَ، وانْبَرَيْتَ - نيابةً
عَنَّا - تُبيدُ عقارباً، وَذِئَابَا
فانهضْ.. أبا يارا - لتنهض خَيْلُنَا
يا بَدْرَنَا.. المتوهِّجَ.. الخلابا