كنتُ وأرد: عبدالحكيم الطحاوي بجامعة الإمام محمد بن سعود ود. مصطفى عيدي بلتاجي (طبيب الأمراض النفسية) على حافة النيل في (القاهرة) فنتحدث عن أصول المسائل الممكنة في: اللغة - الحديث- والنحو- والفقه - وأصول المفردات.. والآثار وحين عدت إلى سكناي بقيتُ أسجل ما دار بيننا وحين اطلع د. بلتاجي على هذه العبارات الآتية: (جيد ورجل جلد لكن لديه: حيث الأنا وشعور بالاكئتاب.. والفراغ فهو ينشد البديل بدليل اختياره ألفاظاً هابطة دون أدب جم).
قال: (ده تحليل يغني عن كتاب لكن إزاي عرفت.؟!!) قلت له: (ناقشته عن حديث: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد»؛ فحكمت بأنه: ضعيف السند فناكفني بأن قال: أسلوبك ركيك في رد هذا (النص) أمام مجمع من الناس الحديث صحيح- ويجب ألا تكتب في الحديث دعه لأهله فسكتُّ، ثم عدت إلى نفسي أتهمها حثيثاً حثيثاً حتى وقفت أخيراً على أن هذا الحديث ضعيف (رواه أحمد) (والترمذي) وفي سنده مقال يُوجبُ: (ضعفه) وحين اطلع على ذلك شدد النقد وكرره، حينها تركت كل شيء لأبحث عن حياته ما دام كذلك، فتبين لي (مرضه النفسي) حينها تركته إلا من الكتابة عنه ترجمة له في (16 صفحة) قال لي د. بلتاجي إذا ليس أنا..؟ قلت: كلا قال لكنه مصطفى بلتاجي قلت إنه: (نويهض علوان مصطفى بلتاجي) زميل عزيز، دعوته بجده دون اسمه.
قال د. بلتاجي الآن عرفته، هذه مفارقة لن أنساها.
وكم في الأسماء والأوصاف، وكم في الأمكنة، وكم في الإعلام، كم يحصل من مفارقات لولا بيان حقائقها وأصولها لبقيت تعني شيئاً واحداً فقط بينما تعني سيئين أو أكثر.
لقد هاله ما كتبت عنه في - م-9- من (المعجم) في أولى مسوداته حين علم بذلك أعني أخي الكريم: (نويهض بلتاجي) حتى زارني وقال إلا هذا لقد أدركت أنني عجول: (الحديث ضعيف)، قلت له: كفاك ذاك، وحذفته من (المعجم) مع بقاء الحديث عن الحديث أنه: ضعيف سنداً، وفي هذا ألف علماء اللغة والحديث كتباً جمة جدّ جمة عن (المتشابه) و(المتفق والمتفرق) و(المؤتلف والمختلف) و(الوحدان) و(الفروق) و(التضاد) و(أسماء البلدان) و(الأوائل) و(وتشابه الإعراب) و(أعمال أسماء الصدارة) إلخ..
فالذي لا يفطن أولا يُؤصل أو هو: ينظر نظر العجول، أو ينشد نصرة النفس أو هو لا يُقعد ومن ينزع إلى الحساسية المفرطة أو يكون واجهة ليست إلا فإنه يقع في بئر مظلمة وفي ليل من الشك مظلم، ثم هو: يقرع سن نادم، ولذلك خاصة في أصول علم اللغة والنقد وأسماء رواة الحديث يوجد ما يوجب ضرورة التأني، وحسن اختيار الألفاظ وفتح الباب وطرح نشدان العظمة، فهنا مثلاً: (يحيى بن سعيد) هم أربعة عند البخاري ومسلم، وليسوا شخصاً واحداً.
د. محمد بن يوسف / هما: رجلان و.. و(آدم) هم: ستة عند البخاري ومسلم والترمزي وأحمد وابن حبان، وإعمال المصدر/ عمل فعله. وأعمال المصدر/ عمل وصفه. وتعريف المصدر، وقل مثل ذلك في عمل: إنَّ، وكان ومن الشرطية.. إلخ، كل ذلك لاوجه واحداً له، لكن هذه سبيلها / الموهبة/ ما في ذلك شك، مع جمال الأخلاق وسؤدد الإيراد على ماثلٍ من سعة بالٍ لا تريم،..
حقيقة أن المفارقات تحتاج مني إلى بذل واسع لكن لعل مكانه /م/10 من/ المعجم/ مع تراجم لابد منها،
وهذا يثري: العلم / والآثار/ واللغة/ والتراجم لمعاصرين لي.
الرياض