ظُلْمتي فِكرةٌ من الأضواءِ
وضيائي شيءٌ من الظّلماء
يقفُ الصّمتُ في ردائي ويمشي
في حذائي ويحتسي من إنائي
أجدُ العمرَ في كتابٍ قديمٍ
ربْوهُ مُزمِنٌ من الغبراءِ
ربّ ليلٍ سريرهُ من حديدٍ
صار قُطناً برقصتي وبُكائي
أنا من كوكبٍ شهيرٍ بدمعٍ
لا يغني إلا على صوت ماءِ
عرضَ الحبّ في مداري فصارت
دورةُ الأرض قمّةَ الفوضاءِ
حرّفت دربها النجومُ فباتت
في سماءٍ وضوؤها في سماءِ
أين يا حُبّ أنت مُرسلُ قلبي
لجحيمٍ أم لجنّةٍ خضراء!
أن تكن تزرع الحياة وروداً
فلماذا تُركِتُ دون سقاءِ!
أعطني، أعطني حياتي، وأخرج
أملي من خزينةِ الأحياءِ
لا تُقَسّم قلبي لجزءَيْن إني
لست أهوى طريقةَ الأجزاءِ
أنا قلبي قِراءةٌ بِدؤها من
فُسحةٍ وختامها من فضاءِ
أنا قلبي جماعةٌ من طيورٍ
نزلت تهتدي إلى سطح ماءِ
أنا قلبي سماعةٌ لطبيبٍ
أذنها لا تفيقُ إلا لداءِ
أنا قلبي قُصاصةٌ من جروحٍ
أنا قلبي لُفافةٌ من عناءِ
أنا قلبي قلبٌ وقلبٌ وقلبٌ
وقلوبٌ كثيرةُ الأشياءِ
كلُّ قلبٍ صديقِ همٍّ صديقي
قد تعوّدت ندرة الأصدقاءِ
أنا في الأرض في صخورٍ وقلبي
في جناحٍ يضيعُ في الأجواءِ
أملي أنت - أيها الحبّ - خذني
من يدي وحشةٍ وحضن شقاءِ
طاقمُ العمر راحل والأماني
في خطوطٍ رُكّابُها من هواءِ
أرسلِ الروحَ في فؤادي، وأسرعْ
فالأماني سريعةُ الإعياءِ
وازرع الورد في خدودي فإني
لم أزل قطعةً من الصحراءِ