الثقافية - علي بن سعد القحطاني:

(المجلة الثقافية) تقرأ بعدسة أكاديمية صرفة ودراسة منهجية أعدّها الدكتور محمد السيد سلامة عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين جامعة الملك سعود وكانت قراءته بمثابة دعوة للباحثين السعوديين لقراءة المجلات الثقافية في المملكة، وعدّ المحاضر المجلات الثقافية بشكل عام صدى وانعكاساً للحالة الأدبية، إذ تدفع نحو رؤية متكاملة للثقافة بكل أبعادها واتجاهاتها تربط الحاضر بالماضي والواقع بالثقافة والفكر، وتساعد على خلق وعي فكري يستطيع التعامل مع الفنون الإبداعية بتمكن واقدار.

واهتمت ورقة الدكتور محمد السيد سلامة التي جاءت ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب في دورته 23 المقام حالياً في الكلية اهتمت برصد أبرز القضايا والاتجاهات الأدبية والنقدية التي نشرت في المجلة الثقافية لصحيفة الجزيرة في الفترة من الاثنين 14-10-1429هـ الموافق 13-10-2008م إلى الخميس 19-3-1430هـ الموافق 26-3-2009م.

وابتعدت الدراسة عن الرصد الإحصائي لتهتم باستعراض الموقف الأدبي والحياة الإبداعية ودراسة دلالاتها والتعرف على اتجاهاتها وبلورة أهم قضاياها انطلاقاً من قناعة تشير إلى أن هذه الأعمال صورة حية ونابضة لما تمور به الساحة الثقافية ففي الشعر تمت قراءة القصائد في (المجلة الثقافية) في إطار رؤية كلية وشمولية، لتتعرف على أهم المفاهيم الشعرية التي صورت واقع الإنسان السعودي خاصة والعربي عامة، وعلى صعيد القصة لم تنفصل الرؤيا عن الأدوات الفنية التي اتكأ عليها كتّاب القصة المعاصرون واتسعت ظاهرة السرد عندهم لتستوعب تقنيات الفنون الأخرى مثل: المسرح والرواية والفن التشكيلي فكان التجريب عندهم متعدداً ومتنوعاً.

وأبرزت الدراسة أهم الظواهر النقدية التي أفردت لها المجلة صفاتها، وهي ظواهر ترتبط بالناحية الإبداعية وتأثرت به كماً وكيفاً فاحتل النقد الروائي مساحة كبيرة، وتميز بعمق في التناول ومنهجية في الطرح لم تتوافر -مثلاً- في النقد الشعري وبصورة أوضح في النقد المسرحي، وعلل الدكتور السيد سلامة ذلك بأنه راجع إلى الزخم الفني والإعلامي الذي تمتاز به الرواية في الوقت الحالي وهذا الرأي - كما يقول المحاضر - ليس مقصوراً على الواقع الأدبي السعودي فقط وإنما يصح أن يعمم على واقع الأدب العربي كله.

بعد ذلك توالت المداخلات وعد الدكتور علي المعيوف (المجلة الثقافية) بمثابة التعبير عن الحراك الثقافي في المملكة وتساءل الدكتور إبراهيم الدبيان عن المنهج التي تتبناه (المجلة الثقافية) في قيامها ورصدها لكثير من القضايا والصراعات الأدبية وخلُص الدكتور محمد السيد سلامة في ورقته بأن قوة (المجلة الثقافية) تكمن في حياديتها ودعمها لكل الاتجاهات والأطياف الثقافية ولا تتبنى في ذلك رؤية أحادية أو اقتصادية ولا تتعصب لرأي ضد رأي فهي بمثابة ساحة بانورامية للجميع.