اتصلت بي قبل فترة ليست بالقصيرة إحدى الأخوات تتحدث عن مشروع تزمع القيام به ألا وهو إعداد كتاب عن الفنانين التشكيليين باللغتين العربية والإنجليزية، يضم سيرة ذاتية مختصرة وعرضا لأهم أعمالهم وشيء آخر لم أفهم ما أرادت به هل هو قراءة نقدية للعمل الفني أم غير ذلك.
بالطبع لا يمكن نكران أهمية تشجيع النشر في مجال الفنون التشكيلية كأمر يسعدنا جميعا بل من المهم جدا أن نؤرخ للحركة حاليا وخصوصا مع ما أصابها من نمو متسارع، يرافقه تنامي المشاركات داخلياً وخارجياً في محافل منوعة.
في البداية اعتقدت أن اتصالها مرتبط إما بالحصول على أسماء ووسيلة اتصال بالفنانين والفنانات، أو مراجع أو معلومات بسبب خلفيتي في هذا المجال، ولكن تعجبت من أن اتصالها كان اعتمادا على رأي زميلتها التي ربما لم تتطلع يوما على أعمالي الفنية والتي أشارت إليها بأني فنانة! وحيث إن ممارستي محدودة جدا مؤخرا خصوصا مع انشغالي في البحث العلمي والكتابة النقدية والتاريخية في مجال الفنون أو في تصميم وإدارة الأنشطة الفنية، لذا أحاول دائماً البعد عن لقب فنانة لأن اللقب من وجهة نظري يرتبط بمكامن الإبداع وأساليب الممارسة التي يجب أن تتميز بالتواتر وكم ونوع الإنتاج الفني.
عودة لمربط الفرس هنا، بعد أن وضحت لها كل ما سبق وحين سألت الأخت عما تعرفه قبل أن تبدأ الكتابة أو الخبرات التي اكتسبتها أو المنهجية على أقل تقدير في اختيارها للفنانين، تفاجأت بأنها لا تعرف من أصدر دراسة أو كتابا عن الحركة التشكيلية سوى أحمد فلمبان (علما بأنها من أحدث الإصدارات وليست سوى عرض سير ذاتية ولا تُعد دراسة نقدية) ويبدو أن هذه المعلومة استقتها أيضا بشكل شخصي من خلال معرفتها به؟.
وبالطبع فهي لا تتابع الأخبار أو المقالات أو الكتابات التي تنشر في الصحف المحلية ولا تعرف الكتاب والصحفيين المتخصصين في هذا المجال، بل كانت منزعجة من عدم وجود إصدارات تشكيلية!.
ما أعرفه أن الكاتب يجب أن يكون مطلعا في عدة مجالات فما بالك في المجال الذي ينوي الكتابة فيه؟، ولكن أدركت أخيرا أنها أنفلونزا أصابت بعضهم مثلما تفشت ممارسة الفنون وعرض الأعمال في المعارض عند من يملك الموهبة ومن لا يملكها فهي ممارسة هواية للتسلية أو ربما نوع من البرجوازية والبحث عن الشهرة مهما كانت الوسيلة.
msenan@yahoo.com
الرياض